تونس الصباح كان المحور الاقتصادي من أبرز محاور البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي والخطاب الذي ألقاه في الجلسة العامة الممتازة لمجلسي النواب والمستشارين بمناسبة انتخابه لدورة رئاسية جديدة. وقد انتظمت في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي مساء أول أمس مائدة مستديرة كبيرة لتسليط الاضواء على "الاقتصاد الجديد في تونس من خلال البرنامج السياسي لسيادة رئيس الجمهورية". كان من أبرز المشاركين في هذه المائدة المستديرة ثلة من الجامعيين لاسيما السيدة زينب مملوك رئيسة جامعة المنار سابقا والاستاذ عبد الرزاق الزواري، والسادة محمد الهادي بن عبد الله ر.م.ع. "السبرولس" والاسعد الازرق ر.م.ع. "الكنام" ومحمد رضا شلغوم رئيس هيئة السوق المالية وليلى البحري مديرة بمركز الطاقات المتجددة ومنجية خميري ر.م.ع. وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي. الرفاه الاجتماعي كيف نحمي الطبقة الوسطى من الهزات وتأثيرات التقلبات الاقتصادية والاجتماعية الاقليمية والعالمية؟ وكيف تضمن المخططات التنموية القادمة الرفاه الاجتماعي للاغلبية الساحقة من التونسيين والتونسيات بعد نجاح جهود تقليص نسب الفقر بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية؟ وكيف ينبغي تجديد المنوال الاقتصادي ليواكب الحاجيات الجديدة؟ هذه الاشكاليات وغيرها كانت محور سلسلة المداخلات والحوارات.. بحضور أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي ورئيسه الاستاذ الصادق شعبان وكاتبه العام الاستاذ سعيد بحيرة ومجموعة من الاعلاميين والشخصيات الوطنية المدعوة. 3 أعمدة للاقتصاد الجديد من أبرز الافكار والتوصيات 3 أعمدة للاقتصاد الجديد: عمود مالي وعمود "تكافئي" إقتصادي إجتماعي وعمود بيئي.. في هذا السياق وقع التوقف عند الاجراءات الرئاسية التي تتعلق ب"الجانب التكافئي للاقتصاد".. ووقع التركيز على ضرورة حماية "الطبقة الوسطى" التي ينتمي إليها أكثر من ثلثي الشعب التونسي.. ويعتبر الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي ثمرة الرهان المبكر عليها والتشجيعات التي قدمتها الدولة لها في مجالات السكن والتعليم والصحة والتأمينات الاجتماعية والاستثمارات الثقافية.. السكك الحديدية والطرق السيارة وقد أكدت التدخلات على النقاط الواردة في البرنامج الرئاسي الخاصة بربط التراب التونسي بالطرق السيارة والسكك الحديدية.. ودعا المتدخلون إلى ضرورة المضي بنسق سريع في تحسين البنية الاساسية في كامل البلاد.. وبلوغ السقف الطموح جدا الذي وضعه البرنامج الانتخابي الرئاسي على المدى القصير والمتوسط والبعيد.. نظرا لتأثيرات تعميم الطرقات السيارة والسكك الحديدية المباشرة وغير المباشرة على التنمية.. وعلى الاستثمار وترفيع فرص التشغيل في كامل البلاد.. نصف التلاميذ في التعليم التقني وعنيت الورقات والمداخلات بملف التعليم في علاقته بسياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. ووقع الربط بين توازن تونس في المرحلة القادمة اجتماعيا والرهان خلال الاعوام الخمسة القادمة على "التعليم التقني".. ودعمه عمليا عبر إجراءات واضحة من أبرزها توجيه نصف تلاميذ السابعة لهذا الصنف من التعليم انطلاقا من عام 2010. ومن شأن هذا الاجراء ضمان إتقان مئات الالاف من خريجي المعاهد الثانوية والجامعات والمنقطعين عن الدراسة ل"حرفة" (مهنة) يضمنون بها مورد رزق قار مستقل.. أو في احدى المؤسسات الخاصة أو العمومية التي تحتاج إلى حرفيين ومهنيين أكثرمن حاجتها إلى حاملي شهادات "عامة" أو "أدبية".. المياه.. التلوث في نفس السياق تابعت المائدة المستديرة ملف الموارد الزراعية والبيئية.. ووقع التأكيد على ضرورة "عقلنة" استغلال ثروات المياه السطحية والباطنية والعميقة.. نظرا لندرة هذه المادة المتزايدة في كثير من بلدان المنطقة.. وبحكم استغلال تونس إلى حد الان لاكثر فرص مضاعفة رصيدها من المياه.. وبحكم انخراط تونس في مسار تحديث مؤسساتها العمرانية وظروف عيش سكانها في كل مكان سجل المتدخلون أن من أكثر أولويات المرحلة القادمة أهمية احترام المواصفات العالمية في مجال العناية بالبيئة والثروات الطبيعية.. وبناء "اقتصاد نظيف صديق للبيئة".. بعيدا عن كل أشكال التلوث.