"أكثر من مليار جائع في عالم اليوم ونحو 15 بالمائة من الأمريكيين يعانون من الجوع وسوء التغذية".. تلك كانت صيحة الفزع التي أطلقت في مؤتمر القمة العالمي حول "الأمن الغذائي والوضع الغذائي في العالم" بروما. قمة روما كانت مناسبة جديدة للفت نظر العالم أجمع حول فشل السياسات الاقتصادية والزراعية والاجتماعية في الكرة الأرضية... وسوء توزيع الثروات بين الدول والشعوب.. وجاءت الأزمة الاقتصادية العالمية لتعمق إحساس العالم بمخاطر الاختلال بين دول الشمال والجنوب.. ولتؤكد ضرورة الرهان أكثر مستقبلا على دعم الانتاج الزراعي وضمان الأمن الغذائي لكل الشعوب.. وقد كانت مشاركة رئيس الدولة زين العابدين بن علي - والسيدة ليلى بن علي حرمه - في قمة روما مناسبة لتوضيح جوانب من مقاربة تونس حول الأمن الغذائي.. والتعريف بالسياسة الزراعية والغذائية التونسية.. ودعواتها المبكرة للتصدي لظواهر الفقر وسوء التغذية والمجاعة في القارة السمراء والعالم أجمع. لقد أصدرت قمة روما توصيات بالجملة لتحسين ظروف عيش أكثر من مليار بشر يعانون المجاعة وسوء التغذية.. وعلى كل قيادات الدول الغنية الإيفاء بتعهداتها في مكافحة الفقر والجوع في دول الجنوب ووضع حدد لمظاهر الخلل الفاضح في النظام الاقتصادي الدولي الحالي.. وعلى قادة الدول الفقيرة تحسين تصرفها في ثروات بلدانها ومحاربة ظواهر الفساد المالي والاداري لتضمن لشعوبها حدا أدنى من الكرامة.. يبدأ بالحق في الغذاء والسكن والشغل والعلاج..