تونس - الصباح: تكتظ غرف الطوارئ بمستشفيات الأطفال بتونس بما يزيد عن 47% من حالات تسمم او احتراق وغيرها من الحوادث المنزلية المريعة التي يتعرض لها الأطفال الصغار خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والاربع سنوات.. حسب آخر احصائيات قام بها مستشفى الأطفال بتونس بلغت نسبة التسمم لدى الأطفال 47% منها 39% ناتجة عن التسمم بسبب شرب الأدوية المهملة داخل المنزل وسجلت نسبة 2،1% حالة اختناق بالغاز. وأكدت لنا الطبيبة قديش وهي مختصة في طب الأطفال بالمستشفى بقسم الاستعجالي باب سعدون أنه سجلت مؤخرا حالة وفاة لطفل يبلغ عمره 3 سنوات علما وأن نسبة الوفاة جراء مثل هذه الحوادث المنزلية تفوق 6،0% وذلك حسب آخر دراسات مستشفى الأطفال بباب سعدون. وأكدت الطبيبة قديش أن مثل هذه الحوادث يتعرض لها في الغالب الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين السنة الأولى والأربع سنوات يتعرضون للحوادث المنزلية الخطرة. كما صرح مصدر مسؤول بمركز الاصابات والحروق البليغة ببن عروس ان 20% من الوافدين عن المركز هم من الأطفال. وتبقى النسب غير محددة نتيجة تزايد هذه الحالات باغلب مستشفيات الاطفال الخاصة والعمومية. ويتعرض الأطفال لمثل هذه الحوادث الخطيرة نتيجة قلة الرعاية او غياب الاهتمام الكافي من قبل الوالدين خاصة الأم، وقد تحدث أيضا بسبب غفلة غير مقصودة عند قيام الأم بشؤون المنزل. حوادث خطرة تحدثنا الدكتورة منال عمارة طبيبة مستشفى خاص للأطفال عن الحوادث الأكثر شيوعا التي يتعرض لها الأطفال كحالات شرب الدواء او المواد الكيميائية الخاصة بمواد التنظيف وكذلك المبيدات. وتقول الدكتورة ان هذه المواد تحدث تسممات مؤلمة وخطيرة لدى الأطفال ويتم ذلك عبر تناول طعام او شراب محفوظ في اوعية مبيدات فارغة او عند تخزين الطعام قرب هذه المواد اضافة الى تناول طعام او شراب ملوث بالمبيد او المنظف. وحسب مصادر وثائقية لمظاهر الحوادث المنزلية يعد الاهمال من أبرز الأسباب المولدة لمثل هذه الحوادث كحوادث الغاز التي تحدث في غفلة من الام يقوم فيها الطفل بالعبث باسطوانات الغاز التي ينتج عنها الكثير من المخاطر التي قد تودي بحياة الطفل وعائلته وأحيانا المجاورين لهم ايضا. وفي هذا الموضوع يؤكد مختص في طب الأطفال ان حوادث الغاز تعد من أخطر الحوادث التي قد يتعرض لها الأطفال اثر الاختناق بتنشق الغاز الناتج عن فتح احد اسطوانات الدخان والتي قد تفقد الطفل وعيه في البداية ومن ثم قد تصبح النتائج وخيمة وخطرة على حياة الطفل وعائلته. وفي هذا النطاق تشير الدكتورة منال أن المواد الحادة المستعملة في المطبخ ايضا من شأنها ان تكون ضارة وخطرة على سلامة اطفالنا عند لمسهم لها. وإلى جانب ذلك تنبهنا الدكتورة من حوادث انغلاق الأبواب المرتدة تلقائيا او بسبب الرياح الشديدة التي تسبب ارتطام الطفل بها. وتؤكد الدكتورة ان الأبواب ذات الحواف الحادة تسبب الجروح او الكسور للأيدي او الأصابع. من جهته يرى المختص في طب الأطفال انه من الحوادث المستعصية هي حوادث السقوط من الارتفاعات كمحاولة الطفل تسلق أشجار حديقة المنزل او النوافذ او اسوار المنازل والشرفات وقد يسبب ايضا استخدام الألعاب كالدراجات والارجوحات في اصابة الأطفال بكسور خطيرة ومؤلمة. للوقاية من هذه الحوادث ينصح الأطباء المختصون في طب الأطفال باتباع جملة من القواعد اهمها، وضع كافة الأدوية في المنزل في أمكنة يصعب وصول الطفل اليها. إضافة إلى تجنب جعل الأدوية الشبيهة بالحلوى في متناول الأطفال.. وفيما يخص الحوادث الخاصة بالمطبخ ينصح الابتعاد قدر الامكان عن الأطفال عند استخدام الأدوات الحادة. ويؤكد الأطباء ان الوقاية من حوادث الغاز القاتلة تتم بعدم ترك الأطفال يعبثون بجهاز الطبخ الغازي أو الاقتراب منه أثناء اشتعال اسطواناته تجنبا لحوادث الاحتراق المؤلمة. من الضروري الانتباه كذلك لمخاطر الأبواب حتى لا تتسبب في انغلاق الأبواب بقوة اثناء مرور الطفل. ولتجنب حوادث السقوط من الارتفاعات ينصح المختصون بعدم ترك الطاولات القصيرة او المقاعد بالقرب من الشرفات والنوافذ وتعليم الأطفال الصغار الصعود والنزول السليم.