تونس الصباح أدت التقلبات المناخية التي شهدتها تونس خلال الفترة الاخيرة إلى تعرض العديد من الاطفال الرضع إلى الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحاد.. ونظرا لتسجيل حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير.. فقد تضاعفت مخاوف العائلات التي يتعرض أبناؤها إلى نزلات هوائية.. ولوحظ أن عيادات طب الاطفال شهدت خلال المدة الاخيرة إقبالا كبيرا فبمجرد أن ترتفع درجات حرارة أطفالهم قليلا وتشحب وجوههم يهرع الاولياء إلى عيادة الطبيب.. ولمعرفة سبب انتشار أمراض الجهاز التنفسي لدى هؤلاء الاطفال وخاصة التهاب القصيبات الذي يستوجب في كثير من الاحيان إخضاع الاطفال إلى العلاج الطبيعي والتمسيد وتركيب الاكسيجين.. اتصلت ''الصباح'' بالدكتور خالد باشا طبيب أطفال. وبين الدكتور باشا أن أكثر الامراض التي تصيب الاطفال خلال هذه الفترة هي أمراض الجهاز التنفسي وهي ناجمة عن التغيرات المناخية وخاصة التغيرات الفجئية لدرجات الحرارة ويتكرر ذلك خاصة في فصل الخريف وفصل الربيع. وإلى جانب عامل الحرارة فإن لباس الاطفال أيضا له دور في الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي.. وتتمثل أهم الامراض التي تنتشر حاليا في صفوف الرضع على حد قول الدكتور في نزلة البرد العادية والتهاب القصيبات الحاد والتهاب القصيبات والتهاب الحنجرة (أي البوحشيشة) إلى جانب الاسهال والتقيؤ. وبين طبيب الاطفال أن الاسهال عادة ما يحدث للطفل خلال فصل الصيف لكن انتشاره في هذا الفصل مرتبط بانتشار ''القريب'' لانه وبعد أن يصاب الطفل في جهازه التنفسي ويشفى.. ويمضي على شفائه أسبوع أو أكثر.. فيمكن أن يصاب بالاسهال. دعوة للوقاية للوقاية من النزلة ينصح الدكتور خالد باشا الاولياء وخاصة أولياء الاطفال الذين يضعون أبناءهم في المحاضن ورياض بإخضاع أبنائهم إلى التلاقيح ضد نزلة البرد العادية.. ويدعوهم إلى إعطائهم فيتامين س.. ويوجد هذا الفيتامين في بعض الادوية ولكن من الافضل تناوله طبيعيا في البرتقال وهو على حد قوله أفضل غذاء منصوح به في دفتر تلقيح الرضيع.. وذلك إضافة إلى المحافظة على تغذية متوازنة ودرجة حرارة معتدلة بالمنزل وخاصة بغرفة نوم الطفل. للحد من انتشار أمراض الجهاز التنفسي لدى الاطفال يرى الدكتور باشا أنه يتعين على الاولياء إيلاء عناية أكبر لرعاية أطفالهم خلال فترة المرض وعدم حملهم إلى المحاضن لان ذلك يتسبب في نقل الفيريس لبقية الاطفال. وأكد الدكتور خاصة على أن الاصابة بالتهاب القصيبات يقتضي عناية كبيرة وقال إن هذا المرض معد ويجب على الولي أن لا يسرع في إرجاع ابنه بعد أن يشفى منها إلى المحضنة أو روضة الاطفال ويستحسن أن يمضى الطفل بعض الوقت في البيت بعد أن يتماثل للشفاء.. وبين أن فيريس التهاب القصيبات يمكن أن ينتقل حتى في قطرة رذاذ أوعبر التنفس وهو ما يدعو إلى الاكثار من غسل الايدي بالماء والصابون لتجنب العدوى.. وتتمثل أعراض مرض التهاب القصيبات في ضيق التنفس والسعال الجاف واللهاج وارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 38 درجة ونصف وصعوبة التنفس.. وفي صورة إهمال علاج الطفل تحتد إصابته وتصبح شفتاه زرقاوان نظرا لانه لا يتنفس على نحو جيد الامر الذي يقتضي حمله على جناح السرعة لقسم الاستعجالي لاخضاعه لحصص علاج بالاكسيجين. ويؤكد الدكتور على أنه إذا أصيب الطفل بأي نوع من أنواع ال ''القريب'' فيجب الاسراع بمداواته.. وبتمكينه من شرب الماء بكثافة وغيره من السوائل لانه حينما يلهج يبدد من جسمه الماء والاملاح المعدنية. وينصح الدكتور بتقسيم وجبة الطفل إلى عدة أقساط لانه بسبب المرض يكون عاجزا عن تناول نفس الكمية التي تعود على تناولها فعوضا عن اعطائه رضاعة تحتوي على مائة ملل مرة واحدة يجب تقسيم هذه الكمية في مناسبتين. وذكر أن العلاج الطبيعي يساهم في شفاء قرابة 80 بالمائة من الاطفال المصابين بالتهاب القصيبات.. وبين أن المختص في هذا العلاج يقوم بحصص تمسيد وهي أفضل بكثير من المداواة التقليدية المعروفة بإخراج البلغم من حلق الطفل بالريشة أو بالاصبع.. في مستشفى الاطفال في الوقت الذي شهدت فيه عيادات أطباء الاطفال ارتفاعا في عدد مرضى الجهاز التنفسي الحاد نفت مصادر طبية مأذونة من مستشفى الاطفال بباب سعدون ارتفاع عدد المصابين بهذا المرض والذين عادوا المستشفى خلال الفترة الاخيرة. وبينت المصادر نفسها أن عدد المصابين ب''القريب'' بقي مستقرا.. وأنه لم يقع في مستشفى الاطفال باب سعدون تسجيل ارتفاع في عدد الاصابات بمرض معين وهناك تقريبا استقرار في الحالة المرضية للاطفال.. فإلى جانب مرض ''القريب'' هناك إصابات بارتفاع درجات الحرارة والالتهاب في البولة وأمراض الكلى إلى جانب الاسهال وكلها حالات عادية ومعتادة.