خيبة الموزمبيق ستعيد كرة القدم التونسية خطوة إلى الوراء لم يعد لدينا عناصر قادرة على إحداث الفارق الأكيد أن الحديث عمّا يسمى بخيبة الموزمبيق لن ينتهي بل ستظل عدة ملفات مطروحة على طاولة النقاش والمتابعة، ولئن يكتسي موضوع تغيير الاطار الفني أهمية كبرى ويشكل حدث وحديث الساعة، الا أن الامر الذي لا يجب التغافل عنه هو أن عدم وصولنا الى نهائيات كأس العالم ليست مجرد كبوة عابرة فحسب بل يمكن أن تكون لها تداعيات سلبية على مستقبل المنتخب الوطني فالمكاسب التي حققها خلال السنوات الماضية وقادته الى التأهل الى المونديال 4 مرات منها 3 مرات متتالية قبل أن يحدث هذا المنعرج قد يطرح أكثر من نقطة استفهام فهل يتحمل البرتغالي كويلهو لوحده المسؤولية؟ هل أن محدودية مستوى لاعبينا سواء كانوا محليين أم محترفين في بطولات خارجية يعتبر بحد ذاته من الأسباب التي أدت الى تراجع مستوى المنتخب الوطني ونتائجه؟ الاسئلة عديدة لكن الإجابات التي تشفي الغليل وتوضح ما حدث بالضبط في الموزمبيق لا تكفي لوحدها لتشخيص هذا الواقع.. «الاسبوعي» حاولت أن تتجه الى أحد اللاعبين الدوليين السابقين لمعرفة رأيه فيما حدث فلعلّ تجربته مع المنتخب الوطني التي انتهت منذ فترة ليست بعيدة قد تحمل في طياتها الوصفة المطلوبة لتحليل واقع الكرة التونسية وقد تحمل معها الإجابات عن الاسئلة المبهمة وربما الحلول لإعادة الاعتبار لهذا المنتخب الوطني المقبل بعد حوالي شهرين على المشاركة في نهائيات كأس افريقيا للامم.. ضيفنا اليوم هو اللاعب الدولي السابق حاتم الطرابلسي الذي تحدث بصراحة ورصانة عن منتخبنا الوطني من وجهة نظر لاعب انتمى للمنتخب لأكثر من ثماني سنوات وشارك في العديد من البطولات الدولية.. فكانت إجابته في هذا الحوار... * كيف تصف ما حدث في الموزمبيق وأية تداعيات لهذه الخيبة؟ - هي بالفعل خيبة كبرى إن لم نقل بأنها نكسة بأتم معنى الكلمة.. فإلى وقت قريب جدا كنا نؤمن بأن هذه المجموعة قادرة على تحقيق نتيجة إيجابية وتنجح في استثمار ما كسبته كرة القدم التونسية والمنتخب الوطني في السنوات الماضية.. شخصيا لا أجد سببا مقنعا يشفع ويبرر ما حدث لكن ما أستطيع قوله أن المنتخب الوطني أضاع فرصة كانت في المتناول فالمجموعة التي انتمى اليها تبدو متوسطة والمنتخب النيجيري لم يكن في أوج عطائه.. فحرام أن تضيع هذه الفرصة بهذه الطريقة وحرام أن تهدر هذه المجموعة فتح آفاق جديدة للمنتخب الوطني.. وحرام أن تفشل في المحافظة على صدارة المجموعة في آخر لحظات التصفيات.. وحرام أن تتسبب هذه الخيبة في تراجع كرة القدم التونسية، فالفريق الذي لا يتقدم سيتراجع بالضرورة وهو ما أخشى حدوثه اذا لم تتم معالجة بعض النقاط السلبية بحكمة وعقلانية.. * بحكم معايشتك للمنتخب الوطني لفترة طويلة فمن تعتبره المسؤول عن هذه الخيبة؟ - سمعت من يتهم اللاعبين بالتقصير وعدم السعي الى حسم المباراة لمصلحة المنتخب الوطني ولكن دعنا نقول بصراحة أن اللاعبين يتحمّلون قسطا من المسؤولية خاصة وأن الفورمة غابت كليا في هذه المباراة وخذلتهم إمكانياتهم ومستواهم ولكن المسؤولية الاكبر يتحملها الاطار الفني، أتحدث هنا ليس من باب البحث عن كبش فداء ولكن واقع اللقاء يؤكد ذلك فالممرن عجز عن ايجاد الطريقة الناجعة لمجاراة نسق اللقاء وفشل في ايجاد الوضعية التكتيكية المثلى بل لم يحضّر لمختلف السياريوهات المنتظرة وحتى التغييرات التي أجراها خلال الشوط الثاني لم تكن في وقتها فاتسم اسلوب لعب المنتخب الوطني بالعشوائية والتهميش.. * إذن فإنك تضع كل المسؤولية في الاطار الفني وكأن اللاعبين كانوا لعبوا بعزيمة و«قليب» يخولان لهم تحقيق الفوز؟ - أنا لا أدافع عن اي طرف بقدر ما أسعى لتفسير ما حدث فما يعاب على الممرن أنه اعتمد على خطة تكتيكية لا تتماشى مع امكانات لاعبينا اذ من غير المعقول أن نلعب بخطة (4 - 2 - 3 - 1) الذي اثبتت عدم جدواها منذ مباراتي كينيا والسعودية ولكن كويلهو أصر على هذه الطريقة مع الموزمبيق ورغم أن سير المباراة كان يعكس فشل هذه الخطة الا أنه لم يحرك ساكنا فحدثت أخطاء وحدث معها المكروه فضلا عن ذلك فإن كل المؤشرات كانت توحي بأن الاطار الفني عوّل على نجاح المنتخب الكيني في ايقاف نظيره النيجيري أكثر من نجاح منتخبنا وكأنه ينتظر هدية للترشح وهذا أمر مرفوض تماما. * بالنظر لما حدث وفي ظل هذه الوضعيات كيف ترى حظوظ المنتخب التونسي في نهائيات كأس افريقيا؟ - بلا شك فالمهمة أصبحت صعبة وما يزيد من صعوبتها ان الضغوطات تضاعفت كثيرا بعد هذه الخيبة المريرة ولعل عدم النجاح في هذه البطولة الافريقية قد يعقد الأمور أكثر ففي السابق أتذكر أن المنتخب فشل في دورة مالي 2002 لكن المشاركة المنتظرة للمنتخب الوطني في مونديال 2002 قلصت من حجم الضغوطات فضلا عن كل هذه المعطيات أعتقد أن تحسن أداء المنتخبات الافريقية على عكس الدورات الماضية يجعل المهمة صعبة جدا. * بالنظر الى الرصيد البشري للمنتخب الوطني هل كان بالمقدور استدعاء لاعبين آخرين؟ - من هذه الزاوية اعتقد أن الكرة التونسية تفتقد للاّعبين المتميزين صراحة لا نملك لاعبين من أعلى مستوى مثلما هو موجود في باقي المنتخبات الافريقية ولهذا الاعتبار أعتقد أن مهمة المدرب كانت تتمثل في ايجاد التوليفة المثالثة لأن نقطة قوة المنتخب الوطني تتمثل في أسلوبه الجماعي بالاساس على عكس السنوات الماضية عندما كان في حوزته لاعبون متميزون يصنعون الفارق اذا لم يجد المنتخب الوطني توازنه فلم يعد عندنا الجزيري ولا سانطوس . احمد بن عبد الستار للتعليق على هذا الموضوع: