بإشراف السيد عبد الرحمان الزواري وزير النقل انتظمت يوم أمس بمدينة سوسة الاستشارة الجهوية حول المخطط التوجيهي لميناء سوسة في آفاق 2020 هذه الاستشارة تمت بعد أن تداولت لجان عديدة تدارس واقع وآفاق ميناء سوسة التجاري وأعدت بشأنه تقارير عديدة كانت محل نقاش في هذه الاستشارة. وقد أبرزت ورقات العمل التي تم إعدادها ما شهده هذا الميناء الذي يغطي جانبا من النشاط التجاري والاقتصادي في ولايات الوسط والساحل مدى التطور الذي شهده الميناء ما بين سنتي 2000 و2008، من ذلك أنّ حجم السلع المارة منه قفز من 86 ألف طن إلى 800 ألف طن كما أن عدد البواخر التي يستقبلها الميناء قفز من 461 باخرة سنة 2000 إلى 983 باخرة سنة 2008 أما عن تقييم وضع الميناء الذي مضي على بنائه أكثر من مائة سنة، فإن عوامل عديدة لتطويره ومراجعة نشاطه تفرض نفسها، فمدخله مثلا لا يزيد عن 35 مترا وهو أمر لا يسمح بمرور البواخر الكبيرة التي يصل حجم حمولتها إلى 1000 طن وأكثر، كما أنّ عمق الغطس المائي به وهو في حدود 9 أمتار لا يسمح كذلك بدخول هذه النوعية من البواخر فضلا عن عدم توفره على احتياطي عقاري للتوسعة وتداخل الأنشطة به، أضف أنه موجود في وسط المدينة وهو أمر يعقد كيفية تعامل الناقلين معه وذلك لاحتقان حركة المرور حوله. ورغم عديد الأشغال التي شهدها الميناء وآخرها تهيئة أحد مداخله بكلفة بلغت 2.6 مليون دينار والاستعداد للإصلاح وتهيئة الأرصفة سنة 2010، فإن المخطط المقدم للاستشارة يرى ضرورة توفير احتياطي عقاري في الضفة الشمالية من الميناء وذلك لإنجاز محطة استقبال سياحي باعتبار أن النية تتجه إلى تحويل هذا الجزء إلى ميناء ترفيهي عند انطلاق ميناء النفيضة إضافة إلى هذا جاء في ورقات العمل ضرورة إنجاز مدخل جنوبي للميناء يخفف العبء عن وسط المدينة وما يشهده من ازدحام. والحديث عن ميناء سوسة يجر حتما للحديث عن ميناء المياه العميقة بالنفيضة الذي ينتظر أن يقع البت في العروض المقدمة بشأنه وهو ميناء سيقام على مساحة 200 هكتار وسيكون به 5 كيلومترات من الأرصفة وسيبلغ عمقه المائي أضعاف العمق المائي لميناء سوسة ليستقبل بواخر تبلغ حمولتها 100 ألف طن. هذا الميناء سينقل من ميناء سوسة أنشطة دون غيرها كتصدير واستيراد الحبوب والرمل والرخام وغيره على أن تبقي المواد الداخلة في النسيج الاقتصادي لجهة سوسة من اختصاص الميناء القديم. هذه الاستشارة كانت فرصة لفتح باب النقاش أمام العديد من المستثمرين. وقد وقع التطرق إلى موضوع التأثيرات التي قد تطرأ على الشريط الساحلي بعد أشغال ميناء سوسة المرتقبة وإنجاز ميناء النفيضة وتأثير ميناء سوسة على وسط المدينة وضرورة تحويل جانب هام من نشاطه الى المجال السياحي باعتبار موقعه من المدينة وتطوير الضفة الجنوبية للميناء والإسراع بتوفير احتياطي عقاري له يسمح بحسن التعاطي مع واقعه الجديد.