انتظمت أمس بمدينة سوسة الاستشارة الجهوية حول المخطط التوجيهي للموانئ أشرف عليها السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل بحضور والي الجهة والكاتب العام للجنة التنسيق والرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية والموانئ وعدد من المهنيين ورجال الأعمال.. وزير النقل تحدث في بداية كلمته عن نجاعة ومردودية قطاع النقل البحري خاصة مع توفير موانئ عصرية، مستدامة وصديقة للبيئة، متصالحة مع محيطها الحضري وتساهم في بناء نسيج تجاري ذي تنافسية عالية تجسّم الخيار الاستراتيجي بجعل تونس مركزا دوليا للخدمات. كما أشار الوزير الى أن الفترة القادمة ستشهد الانطلاق في برنامج الطرقات السيارة البحرية الأورومتوسطية (تونس جنوة) بالاضافة الى إحداث شركة متخصصة في نقل الحاويات في اطار الشراكة. أما عن المشاريع الكبرى لمجال النقل البحري في سوسة فقد أشار السيد عبد الرحيم الزواري الى أن المنطقة تعتبر جزءا من مشروع النهوض باللوجستية وهي ضمن منطقة احداث ميناء بالمياه العميقة الى جانب مينائها التجاري الحالي الذي شملته مشاريع خلال المخطط 11 مازالت في طور الانجاز على غرار تهيئة الأراضي المسطحة والدراسة الفنية الاقتصادية لتوسعته الى جانب مشاريع مبرمجة تتعلق بدراسة وإصلاح أرصفة الضفة الشمالية بكلفة قدرها 13 مليون دينار.. وقد أكد الوزير أنه يتعين النظر في الجدوى الاقتصادية والفنية لتفعيل نشاط ميناء سوسة في أفق 2020 من خلال إنجاز محطة لاستقبال السفن السياحية وإحداث رصيد عقاري اضافي وتطوير حركة البضائع والقيام بملاءمة بنيته الأساسية لمعالجة الأنشطة التجارية المتعلقة بالبضائع. وتولى الرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية والموانئ تقديم مشروع المخطط التوجيهي للموانئ التجارية آفاق 2020 وتقديم عرض حول آفاق تطوير ميناء سوسة قبل فسح المجال للنقاش الذي أثراه ثلة من المهنيين في القطاع الذين تمحورت مداخلاتهم حول نجاعة المشروع وتأثيراته على سوق الشغل والاستثمارات الموجودة.. السيد هشام ادريس أشار في مناقشته الى أن المشروع قد يؤدي الى اختناق حركة المرور بسوسة إضافة الى تأثير المشاريع المزمع تنفيذها على الشريط الساحلي الذي قد تتدهور وضعيته وأكد أنه يبارك مثل هذه المشاريع ويأمل في أن تدعم الحركة السياحية بصفة عامة.. أما السيد توفيق الملولي فأكد أن المشاريع لا بد أن تنطلق من مواصفات وخاصيات الجهة ومن هذا المنطلق فإن موقع ميناء سوسة يجعل الحاجة الى تحويل نشاط استقبال السفن السياحية أمرا ملحا وأشار الى ضرورة تطوير الضفة الجنوبية كميناء تجاري. أما السيد عبد المجيد البوزيدي فقد تساءل عن مصير ميناء سوسة بعد انجاز ميناء النفيضة خاصة وأن هناك العديد من رجال الأعمال أقاموا استثمارات مرتبطة بميناء سوسة. الاشكاليات المطروحة بميناء سوسة وقع التطرق في الاستشارة الجهوية للموانئ الى الاشكاليات المطروحة بميناء سوسة وهي: محدودية الخصائص الفنية للميناء كضيق المدخل بعرض 55 مترا غاطس مائي أقل من 9 أمتار وقطر دوران السفن بالحوض الرئيسي لا يتجاوز 300 متر.. تداخل الأنشطة التجارية ونشاط الصيد البحري والترفيهي بنفس الحوض وافتقار الميناء لرصيد عقاري وانقسام الميناء الى ضفتين يتطلب التنقل بينهما المرور بوسط المدينة. دراسة وحلول أما عن الحلول المقترحة بعد الدراسة المنجزة من قبل مجمع مكتب الدراسات التي اعتمدت دراسة جدوى اقتصادية وفنية لتقديم فرضيات لتوسعة الميناء فهي الاعتماد أساسا على تحويل الأنشطة التجارية الى الضفة الجنوبية مع الأخذ بعين الاعتبار انجاز ميناء بالمياه العميقة بالنفيضة. كما أفضت الدراسة الى اقتراح إعادة هيكلة المنشآت المينائية بتوسعة حوض الميناء بإحداث منشآت حماية جديدة والقيام بأشغال جهر الحوض الخارجي وتهيئة مسطحات جديدة. ويهدف هذا المخطط الى انجاز محطة استقبال السفن السياحية بالضفة الشمالية وإحداث رصيد عقاري اضافي بالضفة الجنوبية يمكن من تحويل الأنشطة من الضفة الشمالية وتطوير حركة البضائع.