تصاعدت في الآونة الأخيرة هجمة المستوطنين اليهود في القدس وفي عدة قرى بالضفة الغربية في شكل اعتداءات ضد السكان العرب وممتلكاتهم. ويسجل هذا التصعيد بالتوازي مع قرار الحكومة الاسرائيلية المتطرفة الداعي الى مواصلة بناء عشرات الوحدات السكنية رغم إعلانها منذ أسبوع تعليق البناء الاستيطاني. لقد وفقت هذه الحكومة في تضليل الحكومات الغربية والرأي العام الدولي بإعلانها تجميد الاستيطان لبضعة أشهر في محاولة لاستمالة الأسرة الدولية واقناعها بأن هذه الحكومة تسعى فعلا الى استئناف المسار التفاوضي للسلام.. ولكن على الأرض، فإن ناتنياهو مصر على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما أسماه «الاحتياجات المعيشية» للمستوطنين بمباركة هذا التصعيد العدائي ضد العرب ومواصلة تجريف الأراضي وتهيئتها لإنشاء مستوطنات جديدة. لقد طلب ناتنياهو ذاته من قادة ورؤساء المستوطنات خلال اجتماع مساء الخميس الماضي مساعدته في «تمرير هذه الفترة بسهولة كي لا تظهر إسرائيل أمام العالم غير راغبة في السلام...»، مؤكدا في السياق ذاته أن تجميد البناء الجزئي سينتهي بعد عشرة أشهر لا غير. وفي ذلك تأكيد لسياسة المماطلة والتسويف لحكومة يمينية القاسم المشترك بين أعضائها هو المهادنة والتضليل خارجيا وفرض سياسة الأرض المحروقة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.