مع بدء العد التنازلي لحلول العام الجديد يزداد المشهد القادم من الشرق الأوسط قتامة في ظل مختلف التحولات الخطيرة التي تؤشرإلى المزيد من التعقيدات التي لا يمكن الا ان تؤجل بحث الحلول المطلوبة لتجنيب الاجيال القادمة المزيد من الويلات والتشرد والضياع... ولاشك أنه باعلان جورج ميتشل المبعوث الأمريكي الخاص عن تأجيل جولته إلى منطقة الشرق الاوسط إلى موعد لاحق بعد انقضاء احتفالات اعياد الميلاد ما يؤكد مجددا لا غياب الارادة السياسية المطلوبة فحسب ولكن أيضا عدم توفر أدنى رؤية استراتيجية واضحة من جانب الادارة الأمريكية لتفعيل الوعود والامال التي كان الرئيس أوباما اطلقها قبل عام بعد تنصيبه في رئاسة البيت الابيض... فليس سرا بالمرة ان قرار التأجيل جاء في أعقاب الاجتماع الذي كان ميتشل عقده قبل أسبوع مع مسؤولين إسرائيليين بينهم وزير الحرب الإسرائيلي في واشنطن بما يعني أن المبعوث الأمريكي وبرغم خبرته الواسعة بشؤون المنطقة وبرغم حنكته السياسية الطويلة لا يزال أبعد ما يكون عن الإستفادة من تجارب ودروس الصراع المستمر منذ عقود. والحقيقة أن في اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي المتكررة على العباد والمقدسات كما أن في كشف المسؤولين الإسرائيليين عن مخططات لجلب نحو عشرة الآف من المستوطنين اليهود لتوطينهم بالضفة الغربية ما يعكس بوضوح توجهات النوايا الإسرائيلية خلال المرحلة القادمة ويزيل معها كل أسباب التفاؤل المزيف خاصة في ظل استمرار أسباب الإنقسام المهين في الساحة الفلسطينية وتردي الموقف العربي وتراجعه إلى أسوإ صوره...