لا يمكن انتظار أكثر ممّا «التزمت» به حكومة ناتنياهو للحفاظ على أدنى حد لإنعاش المفاوضات مع الفلسطينيين وذلك بتعليقها عمليات الاستيطان لكنها لم تصمد أمام تهديدات بضعة مستوطنين بأعمال انتقامية ضد الفلسطينيين لتوافق على تقديم مزيد الأموال لفائدة.. المستوطنات. كأن ناتنياهو رأى أن يشتري صمت المستوطنين وهدوءهم إلى حين مرور عاصفة الامتعاض الأمريكي من التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي رغم ما اتّصفت به تلك العاصفة من رقة متناهية تجاه إسرائيل!! وفي الجانب الفلسطيني ينتظر أن تدعم منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس بتمديد رئاسته وتأييد دعوته لوقف كامل للاستيطان قبل استئناف أية محادثات.. بما يعني أن حكومة ناتنياهو استعدت إجماليا لأية ضغوط دولية محتملة بعد حسمها بطريقتها الخاصة إشكالية الاستيطان وما على الجانب الفلسطيني إلا الرضوخ لشروط إسرائيل وخاصة شرط الاعتراف بها كدولة لليهود. ومن المفارقات أن تبقى قضية الشعب الفلسطيني منحصرة في أهواء إسرائيل فيما يتقلص هامش المناورة لدى الجانب الفلسطيني المطالب بإجراء انتخابات رئاسية جديدة وتنقية الأجواء مع حركة «حماس» والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي تزداد صعوبة إدارة النزاع مع إسرائيل في ظل غياب عملية تحديد الأولويات والأهداف. وفي ظل هذا الجمود يبدو أن الأمر يسير نحو «منح» الفلسطينيين دولة خاصة بهم تفرض عليهم بحكم الأمر الواقع دون أن يجدوا القدرة على تحديد مقومات سيادتها وضمان آفاقها.