مع تغيّر حالة الطقس في تونس بشكل مفاجئ ونزول كميات هامة من الأمطار حدّ الإعصار ببعض المناطق بالجنوب والساحل وارتفاع سرعة الرياح انكب المختصون في الأمراض الجرثومية والصدرية على متابعة الوضع ورصد الحالات المصابة ب«القريب» الموسمي. ومعلوم أن «الڤريب» الموسمي يظهر مع بداية انخفاض درجات الحرارة وتحديدا في شهر سبتمبر. ويحتد خلال شهري نوفمبر وأكتوبر وتنتهي فرضيات الإصابة به مع نهاية شهر أفريل. وبناء على هذه الوضعية يشرع المختصون في الأمراض الصدرية والحساسية والأمراض الفيروسية في متابعة الوضع الصحي للأشخاص المصابين والوضع الوبائي بصفة عامة خشية أن يتحوّل «الڤريب» إلى وباء ينتقل عبر العدوى بسهولة ويؤدي إلى وفاة بعض الأشخاص. احتياطات أفادت مصادر صحية بأن «القريب» الموسمي يصيب حوالي ثلاثة ملايين شخص منذ ظهوره إلى غاية اختفائه أي منذ بداية انخفاض درجات الحرارة حيث يجد الفيروس أرضية ملائمة للتكاثر إلى غاية عودة ارتفاعها مع نهاية الربيع. وللإشارة تتفرع «القريب» الموسمية إلى عدّة أنواع حيث نجد النزلة الخفيفة التي ينجرّ عنها سعال خفيف وسيلان أنف والإصابة الخطيرة التي تصل حدّ الموت لدى الأشخاص الذين لا يحتملون قوة الفيروس ولم تعرف تونس حالة وبائية ل«القريب» الموسمية منذ سنة 2000 وعلى مستوى عالمي تؤدي «الڤريب» الموسمية إلى وفاة بين 2 و4 بالألف من الأشخاص المصابين. وبغضّ النظر عن حالة الخطورة التي تتميّز بها «القريب» دعا الدكتور رزيق الشيخ عضو بالجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية إلى أخذ الاحتياطات اللازمة خلال هذه الفترة وذلك من خلال القيام بالتلاقيح. ويذكر أن تونس ستورّد 400 ألف وحدة تلقيح ضدّ «الڤريب» الموسمي استقبلت منها الصيدلية المركزية الدفعة الأولى وقدرها 250 ألف وحدة وأفاد الدكتور الشيخ أن المواطن العادي بإمكانه الاتصال بأقرب صيدلية للحصول على التلقيح الذي يختلف سعره من نوع إلى آخر لكنه يتجدد عند تمكين الجسم من المناعة الكافية لمكافحة المرض خاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الحساسية والأمراض الصدرية والمزمنة. ولاحظ الدكتور أن المواطن التونسي أصبح يعي تمام الوعي أهمية هذه التلاقيح وقدرتها على التخفيف من وطأة «الڤريب» وتأثيره على الصحة وذلك بفضل مساعي التوعية والتحسيس التي تقوم بها وسائل الإعلام والملتقيات العلمية المفتوحة للعلوم. وحول سبل العلاج من «الڤريب» الموسمي أفاد الأخصائي أن علاجه متوفر بجميع الصيدليات ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل استعمالها بصفة عشوائية. وبخصوص مدّة الشفاء من هذه «الڤريب» بصفة نهائية قال: «المريض يتعافى من المرض في حدود قصوى تصل إلى سبعة أيام لذلك من باب الاحتياط يُطلب من التلميذ المصاب بالمدرسة الانقطاع عن الدراسة طيلة هذه المدّة للتأكد نهائيا من قضاء الجسم على الفيروس». أيّام طبية شغل مرض «الڤريب» الموسمية اهتمام المختصين في الأمراض الصدرية والحساسية سواء من خلال اجراء البحوث أو تنظيم الملتقيات العلمية. وبناء عليه ذكر الدكتور رزيق الشيخ أن الجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية تنكبّ حاليا على إعداد أيام طبية أيام 1 و2 و3 أكتوبر القادم تتناول الأمراض الجرثومية والفيروسية ومنها «الڤريب» الموسمي وانفلونزا الخنازير. وتتولى أيضا تنظيم مؤتمر طبي في ديسمبر القادم بهدف توعية الأطباء وتكوينهم بخصوص هذه الأمراض التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة وتزايد انتشارها بسبب العدوى.