علمنا أن السيد حاكم التحقيق لدى محكمة سيدي بوزيد استمع يوم الثلاثاء الماضي إلى التلميذ ووالده - أنظر »الصّباح« ليومي 10 و11 ديسمبر الجاري - وذلك بناء على العريضة التي كانا قدماها إلى السيد وكيل الجمهورية بمحكمة سيدي بوزيد يوم 8 ديسمبر الماضي ذاكرين فيها أن التلميذ - المدعو أنس حاجبي - تعرض بعد زوال يوم 2 ديسمبر إلى حادث مرور داخل المعهد لما داست قدمه عجلة سيارة أستاذة ومن الغد (الخميس 3 ديسمبر) اصطحبه والده وهو معلم إلى المعهد فإذا بزوج الأستاذة سائقة السيارة يعتدي عليهما بالعنف متسببا للأب في كسر بأنفه مما استوجب خضوعه لعملية جراحية وطلب المدعيان تتبع المحامي عدليا من أجل الأفعال التي نسباها إليه. المحامي المدّعى عليه يوضّح وإثر نشرنا للمقالين حول الحادثة التي تبعها إضراب نفذه معلمو سيدي بوزيد يوم 10 ديسمبر الجاري تضامنا مع زميلهم اتصلنا بتوضيح من المحامي المدعى عليه أرسله لنا عن طريق المحامي الذي وكّله في هذه القضية ذكر فيه أن الظروف الحقيقية للواقعة مخالفة تماما لأقوال التلميذ ووالده في دعواهما والتي اعتمدتها عديد الصحف في المقالات المنشورة حول الحادثة ومن بينها جريدة »الصّباح«. إذ ذكر المحامي أن زوجته وهي أستاذة كانت تعرضت يوم الاربعاء 2 ديسمبر إلى السب والشتم وبذيء القول والتهديد بالضرب من قبل التلميذ المذكور بصفة مجانية لما كانت على متن سيارتها داخل المعهد فبادرت بتحرير تقرير ضدّه بطلب من مدير المعهد فتم اخراجه من المعهد وإيقافه عن الدراسة وأن الأب - أي أب التلميذ - ما إن علم بما صدر عن ابنه وتنبّه إلى خطورة موقفه وامكانية تعرّضه للطرد نهائيا من المعهد قام باستخراج شهادة طبية له سلمت له - ودائما حسب المحامي - على سبيل المجاملة وادعى أن سبب الاعتداء يعود إلى مضايقة الأستاذة له بسيارتها لخلق توازن موهوم بين وضعية التلميذ مدعي الضرر من حادث مرور مفتعل ووضعيته كمعتد وأكد المحامي أن التلميذ لم يعلم يومها إدارة المعهد بالحادث الذي تعرض له - على فرض صحته - وأنه التحق فورا بقاعة الدروس بعد اعتدائه على أستاذته وان الإطار التربوي لم يلاحظ ما يدعيه من ضرر يوم الواقعة وأن الشهادة الطبية المسلمة له تأخرت بيوم عن تاريخ ادعاء الضرر. وأضاف المحامي أنه نظرا لارتيابه في مآل التتبع الاداري ضد التلميذ وخصوصا بعد أن بلغ إلى علمه أنه تجاوز سن 18 سنة فقد قصد المعهد قصد الاستقصاء عن هوية التلميذ الكاملة لتتبعه عدليا ولما كان داخل المعهد تعرض إلى اعتداء لفظي من قبل والد التلميذ المذكور تبعه اعتداء بالعنف مما اضطره إلى الدفاع عن نفسه. وختم المحامي توضيحه بأنه أصيب هو أيضا بأضرار بدنية من جراء هذا الاعتداء وقد منحه الطبيب راحة ب21 يوما ثم تعكرت حالته الصحية مما اضطره للاقامة بقسم جراحة العظام بالمستشفى الجهوي ببنزرت وقد تقدم بدوره بشكاية إلى النيابة العامة تمت إحالتها على مركز شرطة سيدي بوزيدالغربية. واستنكر المحامي المحاولات التي وقعت إثر هذه الحادثة لتوتير المناخ التربوي بالجهة والخروج بالواقعة عن إطارها كواقعة حق عام واصباغها الطابع النقابي وتصوير التلميذ ووالده في صورة الشخصين الضعيفين الفاقدين للسّند.