تونس الصباح على غير العادة شهد صبيحة يوم امس مأوى السيارات بمطار تونسقرطاج اكتظاظا كبيرا مما تسبب في نوع من الفوضى على مستوى التنظيم وأربك عملية دخول السيارات وخروجها. ورغم تنصيص الشركة المسؤولة عن المأوى باستيفاء العدد المسموح به لاستيعاب السيارات (1500 سيارة) من خلال وضع علامة »كومبلي« الا ان السيارات الوافدة على المأوى لم تتوقف مما اجبر تدخل اعوان الشركة المنظمة واطراف الامن المتواجدة في المطار. مواعيد الطيران السيد محمود الرواتبي وكيل شركة مأوى السيارات تونسقرطاج اوضح ان الفوضى التي شهدها مأوى السيارات صباح امس ناتج عن تراكم عدد السيارات طيلة الايام الثلاثة الاخيرة التي تزامنت مع العطل والاحتفالات بالسنة الجديدة ويقابل ذلك بقاء السيارات مدة اطول من العادة في المأوى وقد تمتد هذه الفترة اسبوعا كاملا. ويرجح ان تكون اسباب هذه الفوضى التأخير الذي شهدته روزنامة رحلات الطائرات الناتج بدوره عن التقلبات الجوية الاخيرة والعواصف الثلجية في اوروبا وباقي دول العالم. ولاحظ ان قلة وعي المواطن عامل اساسي في هذه الفوضى حيث يعمد اهالي المسافرين الى الانتظار مدة زمنية طويلة داخل المطار مما يتسبب في اكتظاظ داخل المأوى. اعوان موزعون على ارجاء مأوى المطار بتنظيم حركة ارساء السيارات ورؤوس مشرئبة من نوافذ السيارات تطالب بمكان لركن السيارة. »كمال« احد المسافرين باتجاه المانيا يؤكد انه جاب المأوى مدة ساعة بأكملها ولم يظفر بمكان يركن فيه سيارته ويكاد يكون الحصول على مكان للسيارة معجزة خصوصا في وقت الذروة بين منتصف النهار والثالثة بعد الزوال. أماكن محدودة ولكن.. اعصاب متشنجة واصوات محتجة هي الصورة الطاغية على المشهد العام الذي اتسم به المأوى صبيحة يوم امس. »وسعاد« احدى العينات التي لخصت قسمات وجهها وامتعاضها الشديد من طول الانتظار في »طابور« السيارات عسى ان تكون في موعد استقبال زوجها القادم من فرنسا. فهي ترى ان حالة الفوضى الذي شهدها المأوى امس تعرفها »في مثل هذه الفترة لكن بدت هذه السنة اكثر حدة مما اثار حفيظة الوافدين على المطار وشنج الاعصاب«. السيد محمود الرواتبي يلخص بروز هذه الفوضى في قلة وعي المواطن الوافد على المطار فرغم انعدام الاماكن الشاغرة داخل المأوى فان البعض يصر على دخول المأوى والبحث عن مكان. لذلك فان هذه الفوضى لا تخرج عن اطار العدد الكبير للسيارات الوافدة على المأوى مقابل المغادرة المحدودة للسيارات مما نتج عنه خلل في طاقة الاستيعاب. موضحا ان الشركة المسؤولة عن المأوى تضع على مدار 24 ساعة ما يقارب 30 عونا يسهرون على تسهيل خروج ودخول المسافرين وسياراتهم. وفي هذه الوضعية الاستثنائية الخارجة عن نطاقنا فاننا نستنجد بتدخل اعوان ديوان المطارات التونسية والموانئ الجوية وشرطة المرور لتعزيز حضورنا وترسيخ التنظيم.