تونس الصباح عرف قطاع اللحوم الحمراء منذ الصائفة الفارطة ارتباكا في العرض قابله ارتفاع في أسعار البيع بالتفصيل أدى إلى استقرار أسعار الكلغ الواحد من لحوم الضأن أو البقر في حدود 13 دينارا بعدما كان ما بين 10 و11 دينارا. وقد لعبت عوامل أخرى دورا بارزا في ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء كان من أبرزها طفرة الاستهلاك خلال شهر رمضان الفارط وأيضا عيد الإضحى الذي استنزف جزءا هاما من القطيع. وعلى الرغم من منشور وزير التجارة والصناعات التقليدية الداعي إلى عقلنة أسعار اللحوم الحمراء على امتداد 6 أشهر، وجعلها في حدود 11 دينارا و900 مليم للكلغ الواحد، بدءا من مستهل شهر رمضان الفارط، فإن الظروف المحيطة بالعرض والطلب، والضغوطات الحاصلة خلال شهر رمضان وعيد الاضحى يبدو أنها حالت دون تطبيق هذا المنشور، أو تغاضت عنه. وهكذا تواصل سعر اللحوم الحمراء مرتفعا، باعتماد مبدإ العرض والطلب، وبما فرضه من ترفيع في الأسعار تركز في جانب أول على أسعار العلوش الحي، ليتواصل مع اللحوم المفصلة لدى الجزارين، وأدى هذا الوضع إلى ترفيع في أسعار اللحوم بلغ في بعض الحالات، وإلى حد هذه الايام حدود 13 و14 دينارا للكلغ الواحد من لحم الضأن أو البقر (هبرة). العرض والطلب اتسم العرض في الأسواق خلال هذه الأيام بتراجع بارز بالنسبة للعلوش والبقر المعدين للذبح.. وتعود الأسباب حسب بعض العارفين بالقطاع إلى عاملين أثنين: الأول تمثل في الاستنزاف الهام لأنواع البركوس خلال عيد الأضحى، خاصة أن مواليد هذا العام من أنواع العلوش لم تكن جاهزة للذبح على اعتبار أنها صغيرة الحجم، ولا يتجاوز أهمها ال 10 كلغ، مما يحول دون اعتمادها كأضاح. أما العامل الثاني فيبدو أنه مرتبط بعدم جاهزية القطيع التونسي في توفير الحاجيات الاستهلاكية من أنواع الضأن اليومية أو المناسبتية (عيد الأضحى). وهو ما زاد في بروز النقص المسجل في هذا الجانب، وانعكاس ذلك على سعر العلوش الحي، واللحوم المفصلة في آن واحد خلال هذه الايام، وبالتالي عدم تراجعها إلى مستوى الأسعار العادية المتداولة سابقا. قيمة اللحوم تشهد أسعار العلوش المعدة للذبح في الأسواق خلال هذه الأيام ارتفاعا هاما قدره البعض بزيادة في الرأس الواحد بما يناهز 100 دينار أو أكثر، وهي طفرة في ارتفاع الأسعار فرضها الطلب الهام المسجل، وقابلها تراجع في العرض. ويشار إلى أن تكلفة الكلغ من اللحم عبر بيع العلوش الحي تتراوح حاليا بين 14 و15 دينارا، وهي مستويات لم تسجل خلال نفس هذه الفترة من العام الفارط. وعلى الرغم من هذا الارتفاع في سعر العلوش الحي،فإنه تراجع مقارنة بما كان عليه أيام عيد الأضحى، حيث بلغ مستويات خيالية قدرها البعض بما يفوق 20 دينارا للكلغ الواحد. وينتظر على ضوء جملة من مؤشرات العرض المحدودة في الأسواق تواصل الارتفاع في أسعار العلوش الحي واللحوم الحمراء المفصلة إلى غاية شهري مارس وأفريل القادمين باعتبار أنهما موعد توفر أنواع العلوش من مواليد هذا الموسم، وامكانية عرضه وتسويقه من قبل المربين، وإقبال باعة اللحوم من الجزارين عليه. ولعل السؤال الذي يتبادر للذهن في ظل هذه الوضعية هو هل تفكر سلط الاشراف خلال هذه المدة في تعديل سوق اللحوم وذلك بضخ كميات من اللحوم المبردة الموردة، التي كانت عادة ما تعتمدها عند الحاجة وفي فترات طفرة الاستهلاك، خاصة للضغط على أسعار اللحوم الحمراء التي بدأ المواطن يشعر أنها لا تتلاءم ومقدرته الشرائية؟