قد يغرم الواحد منا بببغاء أو «بكانالو» أو بالحبارة أو حتى «بطير البرني» على الأقل، لكن أن يغرم أحدهم بالبومة التي هي عندنا نذير شؤم وصوتها يبعث على الحزن فهذا أمر غريب وهو حال المنشط الحبيب جغام الذي له غرام وهيام بالبومة وهي في بيته موجودة في كل الأشكال، بومة حقيقية محنطة وأخرى في لوحات زيتية وأخرى في صور فوتوغرافية. وقد كان ذلك محور السؤال الذي طرحناه على المعني أي على المنشط الحبيب جغام فقال «لأثبت لك أكثر حبي للبومة أحيطك علما بأنني رافقت الأسبوع الماضي أبنائي في زيارة لمتحف السمك بصلامبو بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة وقد وجدت هناك جناحا مخصصا لأنواع عديدة من البومات فانشغلت بها عن عالم الأسماك وقضيت كامل الوقت هناك في حصة تصوير معها إلى أن لاحظ لي أبنائي بأنني جئت لمتحف الحوت وليس لمتحف البومة».. وأضاف حبيب جغام تفسير حبّه للبومة قائلا «لقد تربيت في الصغر على أسطورة تشخّص حوار بين البومة ورجل إلى أن أفضى هذا الحوار إلى خروج الرجل عاريا في سبيل أن يفهم مقاصدها، لكن دون جدوى... وقد كبرت معي هذه الأسطورة إلى أن تحولت إلى حب وتفضيل على بقية الطيور»... وقد دفعه حبه للبومة إلى الإلمام بكل خصوصيات عيشها والبحث عنها في مباحث علمية كثيرة حيث يصفها كما يلي «البومة من الطيور الليلية الجارحة المميزة في عالم الطيور، فهي تتميز بحاسة البصر القوية ليلاً ويبدو ذلك جلياً وواضحاً من كبر حجم أعينها الحادة الثاقبة، وهي تتغذى بشكل عام من الفئران والجرذان والحشرات، لذلك تستحق لقب منظف البيئة مثل لبيب وصديقة الفلاح لأنها تحمي ممتلكاته من فساد الزواحف وبعض الحيوانات، كما تعتبر البومة الطائر الوحيد الذي يستطيع النظر بكلتا عينيه إلى هدف واحد، فلكي ترى من حولها تستطيع أن تدير رأسها بزاوية تصل إلى 270 درجة، إضافة إلى تميزها الشديد بالرؤية الليلية وتلك الميزة التي لا يضاهيها فيها سوى القطط. ويوجد 200 نوع من البومات على كوكب الأرض من أصغر الأنواع حيث يبلغ ارتفاعها 12 سم إلى أكبرها حيث يبلغ علوها 71 سم .وقد اعتبرتها حضارات فألاً سيئاً ونذير شؤم وعنصرا مخيفا فيما اعتبرتها حضارات أخرى ترمز للحكمة و الذكاء فعلى سبيل المثال كانت البومة تحظى بأهمية كبرى لدى الفراعنة وكانت طائر رمسيس المفضل، وقد أثبت العلم ونفى عنها الشؤم».. وعلى هذا النحو يكون حبيب جغام قد أحبّ البومة من كل وجوهها حتى من ناحية الإيقاظ العلمي. وحيد عبدالله للتعليق على هذا الموضوع: