تونس - الصباح: عند تصفح دليل مواقع الواب التونسية الذي أعدته الإدارة العامة للشباب، وعند النفاذ إلى بوابة الحكومة التونسية، يطالعنا عدد كبير من مواقع واب الوزارات والمؤسسات العمومية. وحتى الجمعيات والمنظمات إلى درجة تبعث على الاعتقاد بأنه يكفي الجلوس أمام شاشة الحاسوب لمعرفة كل الأخبار الجديدة في البلاد .. لكن بعد دقائق معدودة من الإبحار يتضح أنها لم تحين منذ أمد بعيد.. كأن تقرأ دعوة ملحة لعدم الحذر من مرض أنفلونزا الطيور.. وحديث عن نجاح الرئيس زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004 وإعلان عن تنظيم ندوة علمية في شهر ديسمبر 2006 وإحصائيات تربوية تعود إلى سنة 2005. معلومات قديمة لئن اجتهدت الوزارات والإدارات والجمعيات في تحسين مواقعها على الشبكة العنكبوتية وعملت على تطوير محتوياتها وتغيير واجهاتها من حين إلى آخر لتجلب أنظار زائريها بحللها الجديدة.. فإن أبرز ما يعاب عليها هو أن عددا منها لم يحظ كما ينبغي بالتحيين الآني.. وهو ما يحد من قيمتها وما يجعل المبحر فيها يفقد الثقة في جديتها لأنها تحتوي على معطيات قديمة. وبالإبحار في عدد من هذه المواقع وليس في جميعها يمكن الملاحظة أن الوزارات والمؤسسات العمومية توفقت إلى حد ما في تحيين مواقعها على شبكة الانترنيت مقارنة بما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية.. لكن أغلب الجمعيات والمنظمات مازالت بعيدة عن المطلوب. ومن بين هذه المنظمات نجد منظمة الدفاع عن المستهلك التي بلغ عدد زوار موقعها أمس أكثر من 24 ألف زائر.. ولكن رغم هذا العدد فإنه يقدم لرواده معلومات قديمة جدا ومن بينها استبيان حول خدمات المصحات الخاصة تم وضعه على الموقع منذ أربع سنوات أو أكثر ولكن لم يقع بعد التصريح بالنتائج ومعطيات ضافية عن مرض أنفلونزا الطيور وكانت المنظمة قد وضعتها عندما ظهر هذا المرض في عدد من بلدان العالم كما نقرأ ورقة عن مرض اللسان الأزرق وكانت المنظمة قد نشرتها بمناسبة عيد الأضحى قبل سنتين. ومن المواقع الأخرى التي لم تهب عليها رياح التغيير منذ مدة طويلة نجد موقع الجمعية التونسية للوقاية من السرطان وتعود آخر الأخبار الواردة فيه إلى سنة 2006 إذ نطالع في صفحته الأولى معطيات عن (برنامج ندوة علمية ستنظمها الجمعية يوم 8 ديسمبر 2006). كما يمكن من خلال موقع مركز الإعلام والتكوين والتوثيق حول الجمعيات (إفادة) النفاذ إلى مواقع أخرى عنونها المركز ب »مواقع مفيدة« ومن بينها موقع »أنباء عن تونس اليوم« ولكنه يحتوي على معطيات قديمة جدا منها فقرة تحدثت عن فوز الرئيس زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004. كما أنه اعتمد في بقية الأركان إحصائيات تعود إلى سنة 2007. وبالتالي فحري تسميته بموقع »أنباء تونس الأمس« وليس »تونس اليوم«..كما نجد في موقع إفادة نافذة يمكن من خلالها الدخول إلى موقع البرنامج الوطني لتعليم الكبار وهو يحتوي على معلومات تعود إلى سنة 2004رغم أن البرنامج في حوزته معطيات سنة 2009 وقد تم عرضها خلال شهر أكتوبر الماضي بمناسبة عودة الدارسين إلى مراكز تعليم الكبار. أخبار لا تشفي الغليل ولئن تتعلل بعض الجمعيات والمنظمات عند استفسارها عن أسباب عدم تحيينها لمواقعها على شبكة الانترنيت بأن الناشطين فيها متطوعون ولا يتوفر لهم الوقت الكافي للتحيين فإن الأمر لم يعد مسموحا به للوزارات والمؤسسات العمومية في وقت يتحدث فيه الجميع عن جدوى الاتصال عن بعد.. ومن بين مواقع الواب الحكومية التي تحتاج إلى مزيد من التحيين نجد على سبيل الذكر لا الحصر موقع واب وزارة التربية والتكوين.. ويلاحظ المبحر فيه أن آخر ما تم إدراجه في ركن المستجدات هو رسالة رئيس الجمهورية إلى الأسرة التربوية بمناسبة العودة المدرسية وقد انقضت الآن الثلاثية الأولى من السنة الدراسية ولم يقع إضافة أي شيء في هذا الركن رغم أن الحياة المدرسية زاخرة بالأحداث والتظاهرات.. كما لا يقع عبر هذا الموقع نشر المناشير الجديدة بصفة فورية. ومن الطرائف التي نطالعها في هذا الموقع، معطيات وأرقام لم يقع تحيينها منذ سنة 2005 وهي خاصة بالإدارات الجهوية للتربية والتكوين.. ولعل السؤال الذي يطرحه أي مبحر في هذه المواقع هو ما الفائدة من الإبقاء على أرقام تتعلق بعدد المؤسسات التربوية وعدد التلاميذ والأقسام في باجة أو في بن عروس وفي غيرها من جهات الجمهورية خلال سنة 2005. وأي جدوى ترجى من هذه المواقع الميتة التي لا حياة فيها ولا نوافذ تطل من خلالها على المبحرين وتتفاعل معهم وتجيب عن تساؤلاتهم واستفساراتهم وتنشر لهم آخر أخبارها.. ثم لماذا لا تحين هذه الإدارات الجهوية للتربية معطياتها على الأقل بمناسبة كل عودة مدرسية. أين الجديد؟ من المواقع الأخرى التي لا تقل أهمية عن موقع وزارة التربية والتكوين نجد موقع وزارة الصحة العمومية.. ورغم أنه قد مضى على بعثه مدة طويلة فإن هناك بعض الأركان التي لم يقع استكمال إنجازها بعد.. وعند النقر عليها لا يعثر المبحر على أية معلومة.. كما أن المعلومات الواردة في الأركان التي يمكن فتحها غير كافية على غرار تلك المتعلقة بأنفلونزا الخنازير.. إذ كان من الأفضل إيجاد نافذة للتفاعل مع المبحرين والإجابة عن استفساراتهم حينيا حول هذا المرض.كما يحتوي هذا الموقع على قائمة في مواقع المؤسسات الراجعة بالنظر إلى وزارة الصحة والكثير منها لم يحين منذ أمد بعيد على غرار الموقع المخصص للمراقبة الغذائية والتغذوية بتونس فهو يحتوي على معطيات تعود إلى سنة 2000. ومن المفارقات التي تجلب الاهتمام عند الإبحار في موقع وزارة التنمية الاقتصادية هي العثور على معطيات تتعلق بتطور الظرف الاقتصادي وتعود إلى سنة 2008، كما يعتمد الموقع في بعض أركانه على إحصائيات سنة 2005 رغم أن الوزارة هي أهم منتج للأرقام الجديدة لأنها تشرف على المعهد الوطني للإحصاء الذي يوفر شهريا نشريات إحصائية جديدة..وإلى جانب هذه المواقع فإن هناك العديد من مواقع الواب الأخرى التي هي في حاجة إلى مزيد التحيين لتكون حقا مفيدة لمستعملي الانترنيت في تونس وخارجها..