كشفت مباراة الأمس ضد الغابون على غرار سابقتها ضد زمبيا أن المنتخب الوطني لم يكن مستعدا بالمرة لخوض هذه البطولة الافريقية وتقديم ما يشفع له بمحو خيبة المونديال، فبعد تعادلين سلبيين وعقيمين لم يتبق لنا من حظوظ للترشح الى الدور الثاني الا القليل حيث أن المستوى المقدم لا يشفع لمنتخبنا الوطني هزم الكاميرون في المباراة الأخيرة. في مباراة الأمس يحق لنا القول بأن البنزرتي أخطأ في جملة من الاختيارات الفنية والتكتيكية وكذلك في قراءة اللعب فمنذ بداية المباراة لاح سوء اختيار المدرب الوطني لسهيل بالراضية الذي فشل فشلا ذريعا في القيام بالمهمة المناطة بعهدته وهي معاضدة الهجوم غير ان البنزرتي أصرّ على الابقاء عليه، كما أصرّ البنزرتي على لعب ورقة الراقد الذي كان مستواه متدنيا وكذلك عصام جمعة الذي فشل في خطة صانع ألعاب. تغييرات غير مفهومة صحيح ان المنتخب الوطني تحسّن مردوده في الفترة الثانية لكن السيطرة التي فرضها بقيت عقيمة وحتى التغييرات التي قام بها البنزرتي لم تكن منطقية فاقحام بن سعادة عوضا عن المساكني كان خيارا فاشلا والأولى تغيير الراقد واقحام المرابط كما ان دخول نفخة مكان الذوادي ساهم في انخفاض القدرة الهجومية على الجهة اليمنى. هل فات الأوان؟ بعد التعادلين يمكن التأكيد على ان فرص الترشح باتت ضئيلة فالفشل في الفوز ضد منتخبين كانا في المتناول يعكس عدم قوة منتخبنا والمباراة القادمة ستكون بكل المقاييس صعبة جدا امام منتخب عتيد مثل الكامرون لذلك يتعيّن علينا الانتظار ليس لمعاينة انجاز قد يتحقق وقد لا يتحقق بل يجب انتظار ما سيحصل بعد عودة المنتخب الى تونس.