فوز المنتخب المصري بالمباراة النهائية لم يكن بالسهولة التي توقعها أغلب الملاحظين والجمهور واستحق شبان غانا أن نرفع لهم القبعة لما قدّموه طيلة الدورة وضد مصر. وتميز الشوط الأول للمباراة بالحذر الشديد من الفريقين ورفضهما للمجازفة وانتظار أخطاء المنافس وتقسيط الجهد. وكانت غانا أكثر جرأة وكان هجومها (أيو من اليمين وأبوكو من اليسار وغيان في الكرات الثابتة) خطيرا كلما بلغ مناطق المصريين. أولى فرص المباراة كانت في الدقيقة 23 لما سدّد أسامواه من بعد 30 مترا في يد الحضري وردّ عليها محمد زيدان (26د) بتسديدة أرضية بجانب المرمى. وعموما، لم يجد المنتخب المصري نسقه المعتاد ولعبه الجماعي وغابت عن أحمد حسن «فورمة» المباريات الماضية وراقب الغانيون المدافع المحمّدي فمنعوه من المساندة الهجومية. لم يرتفع مستوى اللعب في الشوط الثاني لكن إرهاق لاعبي الفريقين ونقص تركيزهم ساهم في تعدّد الأخطاء وفي فتح المساحات في الجانبين وكانت الأفضلية مرة أخرى للغانيين. مخالفات غيان المباشرة شكلت تهديدا مستمرّا لمرمى الحضري (الدقائق 52 و61 و73 و78) واستنجد حارس المنتخب المصري أكثر من مرة بخبرته لصدّ تسديدات غيان. وسيطرة غانا أصبحت واضحة في الربع ساعة الأخير ولم تنفع تغييرات شحاتة في إعادة التوازن لفريقه الذي لم نشاهده في أغلب الشوط الثاني إلاّ لما أضاع عماد متعب كرة سهلة في المحور (67د). وأصبحنا نتوقع كل الاحتمالات، بما فيها تسجيل غانا لهدف لكن العكس هو الذي حصل. «جدو» مرّة أخرى! أفضل عملية مصرية في المباراة على الإطلاق حسمت اللقاء فبعد تبادل ممتاز (واحد إثنان) بين محمد زيدان والمهاجم البديل محمد ناجي جدّو، غالط هذا الأخير الحارس كنغسون بوضع الكرة في الزاوية البعيدة بكثير من الدهاء و«صنعة» اللاعبين الكبار وكان هدفا تاريخيا بكل المقاييس للمنتخب المصري (85د). ورغم أن غانا كادت تعدّل بكرة مخادعة في مستوى 6 أمتار من دفاع مصر، إلا أن المباراة انتهت على فرحة كبرى للمصريين ودموع للغانيين، مفاجأة الدّورة ومستقبل الكرة الافريقية بلا شك وتوّج «جدّو» بلقب أفضل هدّاف للدورة بخمسة أهداف.