تونس الصباح بدأت منذ ايام قليلة تتغير ملامح الطقس ، وتظهر سحب الخريف ايذانا بنزول امطار هذا الفصل ... ولا شك انه لدى السلط المعنية بالنظافة وصرف مياه الامطار والبيئة برامج واستعدادات لمجابهة شهر الامطار، تنطلق بداية من أواخر الصيف، لتتكثف في مثل هذه الايام وتأخذ طابع الحركية الدائبة عبر تفقد قنوات صرف مياه الامطار والبالوعات والاودية ومجاري المياه وحتى السباخ تحسبا لكل طارئ ومفاجأة.. فماذا عن نشاط البلديات في هذا المجال ودور المواطن ايضا؟ بين ديوان التطهير والبلديات والدوائر تولى الديوان الوطني للتطهير منذ عدة ايام اطلاق حملة واسعة النطاق سوف يتولى اعوانه من خلالها الاهتمام بحملة نظافة وتأهيل وتهيئة لمجمل قنوات صرف مياه الامطار، وكذلك الاودية والساحات واماكن تجمعات المياه ... وقد رصد لهذه المهمة اكثر من 10 الاف يوم عمل، علاوة على ما يسخره من آلات وشاحنات للغرض .. وهي عادة دأب الديوان على القيام بها بداية من اخر كل صيف نظرا لادراكه الكامل بأهمية هذا النشاط وضرورته قبل فوات الاوان . غير انه وعلى هامش نشاط الديوان هذا، فإن المواطن اينما كان يتطلع الى حملات نظافة تقوم بها البلديات استعدادا لفصل الخريف .. ولعلنا في هذا الجانب نلفت الانتباه الى ضرورة ان تتولى البلديات ودوائرها الاهتمام ببالوعات الطرقات والحفر التي ظهرت اثناء الصيف في المعبدات والشوارع ، كما تبقى مسألة اضاءة الشوارع والاهتمام بالفوانيس المعطبة او المبطلة الاضاءة ايضا ضرورية، خاصة مع تطور حركة المرور في الساعات الاخيرة من النهار وعودة التلاميذ الصغار الى المدارس والمحاضن.. ولا شك ان كل هذه النشاطات هي شأن بلدي يستحق ان يمثل ابرز الاهتمامات لديها في مثل هذه الفترة حتى يتكامل عملها مع الديوان الوطني للتطهير وتكون شوارعنا وساحاتنا وانهجنا في ظروف حسنة قبل قدوم فصل الخريف وامطاره الغزيرة. وللمواطن دور في معاضدة هذا المجهود ان المواطن يبقى ايضا مسؤول بدوره في هذه الحملة التي تسبق فصل الخريف، ولعلنا هنا ندعوه الى ضرورة الاهتمام بدوائر المنازل ونظافتها من شوائب الصيف ومن بعض فضلات البناء التي تراكمت في عديد الشوارع والتي قد تمثل حاجزا يحول دون انسياب مياه الامطار ... كما نلفت نظر العديد من المواطنين الذين يتولون في مثل هذه الايام تنقية اشجار حدائقهم الى عدم جعل فضلات اغصان الاشجار متراكمة هنا وهناك او بعثرتها في الشوارع والتخلص منها في اقرب مكان ، حيث انه عادة ما تمثل عائقا يحول دون النشاط البلدي ويؤثر على المحيط عند نزول الامطار. فهل تتظافر جهود كل الاطراف لاستقبال خريف ممطر بشكل عادي؟