تونس الصباح الطبق الدرامي الذي ستقترحه الفضائية «تونس 7» على مشاهديها خلال شهر رمضان 2007 يشتمل بالاساس على مسلسليْن تونسيين.. الأول بعنوان «حسناء» تأليف علي اللواتي واخراج حمادي عرافة، والثاني بعنوان «الليالي البيض» تأليف رفيقة بوجدي واخراج الحبيب المسلماني. الطريف ان هذين الانتاجيْن الدراميين التونسيين اللذين سيُبثان تباعا، احدهما على مدى ايام النصف الاول من الشهر الفضيل والآخر على مدى ايام النصف الثاني منه سيضعان مؤلفيْهما وجها لوجه في منافسة تبدو منذ الوهلة البداية غير متكافئة.. فالاستاذ علي اللواتي مؤلف مسلسل «حسناء» هو «سيناريست» متمرّس وصاحب تجربة وكاتب له اسلوبه لا فقط في صياغة الحوار وانما خاصة في رسم المناخات الدرامية المؤثرة والطريفة في نفس الوقت بينما تبدو رفيقة بوجدي مؤلفة مسلسل «الليالي البيض» اسما غير معروف في عالم الكتابة الدرامية، فهذا العمل هو الاول في رصيدها ولم يسبق ان شاهد لها النظارة في تونس عملا دراميا مهما كان نوعه بامضائها.. على أن اللافت هنا ان هذا التفاوت الكبير من حيث الرصيد والتجربة بين علي اللواتي مؤلف مسلسل «حسناء» ورفيقة بوجدي مؤلفة مسلسل «الليالي البيض» لم يمنع بعض المتابعين من الذهاب الى القول بان مسلسل «الليالي البيض» لمؤلفته رفيقة بوجدي سيكون مفاجأة الفضائية «تونس 7» في رمضان 2007! وهم يعتمدون في قولهم هذا على جملة معطيات اهمها ان قصة مسلسل «الليالي البيض» تعالج قضايا اجتماعية راهنة مستوحاة من واقع عائلات الطبقة الوسطى في المجتمع التونسي اليوم.. فالأحداث تدور حول فتاة من عائلة متواضعة تكافح من اجل بناء حياتها وفي خضم ذلك تعيش تجارب انسانية وعاطفية مختلفة تكتشف من خلالها ان بعض القيم الاجتماعية كالنزاهة والاخلاص والصدق لم تعد تعني بالضرورة شيئا ذا قيمة بالنسبة لعديد الافراد والمجموعات.. على ان النقطة الاهم في مسلسل «الليالي البيض» كما يؤكد ذلك بعض المطلعين ان الخطاب الدرامي في هذا المسلسل الذي يخرجه الحبيب المسلماني ويتقاسم ادوار البطولة فيه كل من احمد الحفيان وليلى الشابي وعزيزة بولبيار يبدو على درجة كبيرة من الوضوح والشجاعة والواقعية. فالواقع في هذا المسلسل هو الواقع.. والناس هم الناس ولا مجال للمساحيق التزيينية ولا للأحلام الوردية ولا للتفاؤل الغبي.. هذا التوجه الواقعي بالمعنى الاجتماعي للكلمة في مسلسل «الليالي البيض» يقابله يقول بعض المطلعين توجه «ماضوي» بالمعنى الاجتماعي والنفسي في مسلسل «حسناء» للكاتب علي اللواتي والمخرج حمادي عرافة.. ذلك ان قصة هذا المسلسل الذي يتقاسم ادوار البطولة فيه كل من زهير الرايس وسنية المؤدب تدور حول يوميات عائلة ديبلوماسي سابق يرفض افرادها التأقلم الاجتماعي مع حقائق وظواهر واقعهم الاجتماعي الجديد وتبقى متشبثة بذكريات ماضيها.. مما ينتج عنه صعوبات في التواصل وممارسة المعيش اليومي. طبعا، هذه الورقة ليست من اجل عقد مقارنة بين مسلسلين لم نشاهدهما بعد وانما هي اشارة الى ان هناك بوادر «منافسة» طريفة ستكون قائمة خلال شهر رمضان المقبل وسيكون جمهور الفضائية «تونس 7» شاهدا عليها بين مسلسلين تونسيين مختلفين في التوجهات والموضوع وبالتالي بين مؤلفين احدهما صاحب تجربة ومتمرّس والاخرى مبتدئة ومغمور