تنظر الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس في مستهل السنة القضائية الحالية في قضية جريمة محاولة للقتل العمد مع سابقية القصد والتي تورط فيها احد الشبان اثر اعتدائه بواسطة ساطور على أحد ابناء منطقته في حفل زفاف.. تفاصيل هذه القضية تفيد ان المتضرر شاب من مواليد 1980 يشتغل عاملا مختصا في شركة ويقطن بمنطقة «أولاد مسلم» معتمدية العامرة تحول الى منزل أحد اجواره لحضور حفل زفاف ابنهم وحوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا وبينما كان جالسا ضمن المدعوين حصل هرج وتشويش من طرف بعض الشبان اصيلي منطقة «ذراع بن زياد» المجاورة لمنطقته فلم يشأ التدخل او حتى النهوض من مكانه لاستجلاء الامر ولكن رغم حرصه على ذلك الا انه فوجئ بأحدهم ينهال عليه بساطور.. فحاول تفادي الضربة التي اصابت يده اليسرى والفرار لكن المعتدي عاجله بضربة ثانية على نفس اليد ثم بثالثة وجهها نحو بطنه ليتسبب له في جروح عميقة ونزيف دموي حاد فقد على اثره المتضرر الوعي ليهوي ارضا والدماء تتدفق بغزارة من بطنه.. وباقترافه لجريمته فر الجاني ليلتحق بمنزل خاله والبحث عن سيارة تقل بعض اقاربه الى مدينة صفاقس سيما وقد ارسلوه من أجل جلب السيارة منذ حوالي الساعة العاشرة ليلا ولم يلتقوه بمركز الكتاتنة الا بعد ساعة ونصف اعلمهم بأنه كان يتسامر مع ثلة من اصدقائه الى ان عثر على احد ابناء منطقته متوجها نحو مدينة صفاقس فطلب منه نقل بعض اقاربه الذين قدموا خصيصا من اجل تقديم التغازي لخاله الذي توفّيت ابنته في ذلك اليوم اثر حادث مرور.. هذه الجريمة البشعة حولت حفل الزفاف الى شبه مأتم فقد اصيب الجميع بحالة هلع وفزع لتتعالى اصواتهم صراخا وبكاء ويلتفوا حول المتضرر الذي كان لحظتها يصارع الموت فتم نقله على جناح السرعة الى المستشفى المحلي بجبنيانة الذي وجهه الى المستشفى الجامعي بصفاقس حيث اخضع الى عملية جراحية بسبب تعرض امعائه للتمزق جراء الاعتداء وتم اثر ذلك ابلاغ اعوان الحرس الوطني بجبنيانة الذين تعهدوا بالتحقيق في هذه القضية.. وبالاستماع الى أقوال المتضرر افاد ان الجاني لا يعدو ان يكون أحد معارفه وهو شاب اصيل منطقة ذراع بن زياد كان قد نشب بينهما منذ فترة خلاف بسيط تم حله في حينه وتصالحا.. لكن يبدو ان الجاني لم ينس تلك الخصومة فدبر لقتله اثناء وجوده في زفاف احد الاجوار. وبالقاء القبض على المتهم واخضاعه للتحقيقات انكر جملة وتفصيلا التهمة الموجهة اليه نافيا وجوده لحظة الجريمة بمكان الواقعة مؤكدا للأعوان انه كان يحضر مراسم مأتم ابنة خاله ولا يعقل ان يتواجد في مثل تلك الظروف المأساوية في حفل زفاف كما ان الخلاف البسيط الذي اعتمده المتضرر وجعله سببا رئيسيا لاعتدائه عليه لم يتجاوز حدود المناوشة الكلامية وانه لم يفكر بتاتا في قتله او في مجرد الاعتداء عليه ضربا داحضا في ذات الوقت شهادة الشهود الذين اكدوا وجوده في الحفل بالاستناد الى شهود النفي وايضا الى وقوع التباس في تحديد الملامح نظرا للشبه الكبير ببعض ابناء منطقته. وقد وضع المتهم رهن الايقاف وتمت احالته على النيابة العمومية منذ شهر جويلية الفارط.. ومن المنتظر ان يمثل خلال الايام القادمة امام الدائرة الثانية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس للنظر في قضيته.