اسدل الستار على بطولة الرابطة المحترفة الاولى، وقد كنا عرفنا البطل قبل امتار قليلة من نهاية المشوار في حين انتظرنا اللحظات الاخيرة لمعرفة النازلين الى الرابطة المحترفة الثانية. لكن كيف كان هذا الموسم وهل اضافت الجولات 26 لكرة القدم التونسية ام تراها حافظت على نفس مستواها ام تدهورت، وهل من تصورات لمزيد تطوير بطولتنا «الاسبوعي» سألت الفنيين وهذه آراؤهم وانطباعاتهم: علي الكعبي: العامل المادي صنع الفارق بين النوادي «لم يرتق مستوى بطولة هذا الموسم الى المستوى المطلوب بل كان دون المتوسط وما عدا مباراة او مبارتين لم نر في باقي المقابلات كرة قدم من طراز عال تذكرنا بكرة أيام زمان، فالترجي المتوج بطلا قبل جولات كان الاكثر استقرارا على عدة مستويات ( التشكيلة،الإطار الفني والإداري)... في حين لم يكن منافسوه في المستوى فالافريقي قد تعثر نتيجة اسباب باتت جلية للجميع كقلة الانضباط في صفوف لاعبيه وعدم تحلي مدربه السابق الفرنسي لوشانتر بالشجاعة لايقاف هذا النزيف. كما ان غيابات ابزر عناصره بداعي الاصابة أو العقوبة قد لعبت دورا هاما في توقف ملاحقته للمتصدر قبيل الامتار الاخيرة من نهاية الموسم. أما النجم والنادي الصفاقسي فقد ظهرا بوجه مغاير هذا العام لم يؤهلهما ليكونا ملاحقين للبطل. في المقابل لقد اعطى كل من الملعب التونسي والنادي البنزرتي نكهة للبطولة وقد قدما موسما متميزا رغم تعثرهما في أواخر المشوار» ويتابع المدرب والمحلل الفني حديثه عن بطولة اسفل الترتيب قائلا :لقد كان التشويق في اسفل الترتيب على اشده إذ انتظرنا الصافرة الاخيرة لمعرفة الفرق النازلة الى الرابطة الثانية. أما القاسم المشترك بين الفرق التي لعبت من أجل تفادي النزول فهو قلة الامكانيات المادية وعدم استقرار الاطار الفني والغيابات (إما بداعي الاصابة او العقوبة) وكثرة الانتدابات التي اثقلت كاهلها، مع عدم ايلاء الشبان الاهمية اللازمة». ويضيف الكعبي قائلا «لقد التهم الاحتراف العديد من الجمعيات , كما ان الامكانيات المادية هي التي صنعت الفارق بين 14 ناديا، بالاضافة الى التباين في استراتيجيات عمل الهيئات المديرة». ويختتم ضيفنا كلامه عند الحديث عن اهم ما علق بذهنه في هذا الموسم:«ما يلفت الانظار هذا الموسم هو العنف الذي اكتسح مياديننا ونامل ان يتم ايجاد حل جذري لاستئصال هذه الآفة قبل أن تتفشى». حكيم براهم: تحسن البنية التحتية للاندية وراء تقارب المستوى بينها «لقد اتسمت بطولة هذا الموسم ببعض التشويق خاصة في اسفل الترتيب. أما ما يمكن ملاحظته على امتداد الموسم فهو اقتراب المستوى الفني والبدني والتكتيكي بين اندية الرابطة المحترفة الاولى وذلك لتحسن البنية التحتية لهذه الجمعيات مع تطور طرق التدريب». ويضيف متحدثا عن دور الشارع الرياضي في صنع القرارات:«لقد فرضت الجماهير رأيها على الهيئات المديرة للنوادي بل وشكلت قوة ضغط انعكست سلبا في بعض الاحيان على نتائج فرقها. في المقابل لا يمكن تجاهل القيمة الكبرى للاعب رقم 12 في ملاعبنا إذ اثر غيابه في اكثر من لقاء على مردود اللاعبين وعلى مستوى المقابلة ككل خاصة في الدربي الذي لاحت دقائقه التسعون وكأنها مباراة ودية بين فريقين يستعدان لبداية موسم جديد. لكن عكرت تصرفات لا مسؤولة لفئة منه الجو العام فكانت احداث العنف داخل الملعب وخارجه ولو لا تدخل الجهات المعنية لما آلت الامور الى ما لا تحمد عقباه». اما عن بطولة اسفل الترتيب فقد قال:«لقد كانت عدة عوامل وراء انحدار هذه الفرق الى مؤخرة الترتيب كتاثير الاخطاء غير المقصودة للحكام والجماهير والروزنامة، ناهيك عن غياب التخطيط بعيد المدى وعدم الاستقرار على المستويين الفني والاداري، بالإضافة الى الانتدابات غير المدروسة في صفوف اللاعبين والمدربين». شكري الواعر: الافريقي لم يستغل جيدا عثرات الترجي « كادت تقضي المشاكل المادية والادارية واللهث وراء النتائج على الطابع الفرجوي لكرة القدم وهو ما جعلنا نتابع بطولة ذات مستوى فني متوسط وقد نجح الترجي الرياضي في الظفر بلقب قبل جولات من انتهاء البطولة وذلك نتيجة الاستقرار الذي عاشه. في المقابل لم يستغل الافريقي عثرات ابناء باب سويقة في بعض الجولات خاصة أنهم تكبدوا 3 هزائم وفي رصيدهم 7 تعادلات مع انتقال مدربهم فوزي البنزرتي لتدريب المنتخب ثم التحول معه الى انغولا للمشاركة في البطولة الافريقية كما دب الشك في بعض عناصره رغم ان فريق باب الجديد يمتلك مجموعة ممتازة. وحول حضور عنصر التشويق من عدمه في هذا الموسم الذي باح اول امس بكل اسراره اجاب:«لقد حضر التشويق في اسفل الترتيب من خلال صراع الفرق المتصارعة من أجل البقاء في حين غاب في كوكبة الترتيب». وأضاف حارس المنتخب السابق مشخصا وضع النوادي في بلادنا:«تضع الجمعيات المتوسطة ومحدودة الدخل نفسها في وضعيات مالية حرجة تزداد حدتها من جولة لاخرى نظرا لتفاقم الطلبات وكثرة الانفاق في ظل الاعتماد شبه الكلي على الانتدابات التي بدورها تحتاج الى موارد مالية هامة». و يختتم الواعر حديثه قائلا:«ان اسوأ لحظات عاشتها كرة القدم التونسية في الموسم المنقضي احداث العنف والاتهامات والاشاعات شوهت المشهد العام للكرة وألغت كل ما تحمله هذه اللعبة من معان واهداف سامية». محمود الورتاني: معاناة الحكام وانعدام الثقة «لقد كانت بطولة مشوقة الى حد معين تراجع رونقها واهميتها مع تعثر النجم الساحلي والنادي الافريقي قبل جولات من النهاية وهو ما جعل الترجي في طريق مفتوح لإضافة لقب جديد الى سجله. لقد تراجع المستوى الفني لبطولة هذا الموسم عن السنة الفارطة».و يضيف :«من الطبيعي ان تنقسم البطولة الى ثلاث مجموعات واحدة تلعب من اجل اللقب واخرى تتوسط الترتيب فيما تتصارع فرق الثالثة من اجل ضمان البقاء ولعل العامل الكامن وراء هذا التقسيم هو مادي بالاساس». وفي نهاية حديثه قال الورتاني :«لقد عانى حكامنا كثيرا خلال ذهاب واياب بطولة اكتملت آخر فصولها مساء السبت فقد كانوا في العديد من المناسبات الشماعة التي علقت عليها بعض الفرق فشلها. اننا نمتلك حكاما ممتازين ولابد من اعطائهم الثقة لادارة المباريات مهما كانت قيمة رهانها».