تونس الصباح: احتضنت قاعة سينما المونديال مساء السبت الماضي موكب احياء اربعينية فقيد السينما التونسية والعربية المنتج احمد بهاء الدين عطية.. هذا الموكب الذي دعت اليه الغرفة الوطنية لمنتجي الافلام حضرته وجوه سينمائية وثقافية واعلامية فضلا عن افراد الاسرة الموسعة لعائلة الفقيد.. شريط.. وشهادات في البداية تابع الحاضرون شريطا انجزه المخرج رضا الباهي عن الفقيد واستنطق من خلاله احمد بهاء الدين عطية وهو في مراحل مرضه الاخيرة وقد تحدث فيه الراحل بشجاعة ووضوح عن طفولته وعن مسيرته وعن «انتمائه» السياسي وعن توجهاته السينمائية وعشقه للسينما.. الشريط مثل وثيقة سينمائية هامة ومؤثرة قدمت على لسان الراحل «اعترافات» شجاعة منه بعضها عن نفسه حيث قال أنه وعلى الرغم من انه مارس في البداية الاخراج السينمائي (أخرج مجموعة افلام قصيرة) فانه ادرك بأنه سوف لن يكون له شأن كبير في هذا الميدان لذلك حول وجهته نحو الانتاج السينمائي وتخصص فيه.. قائلا: «ادركت انه من الاجدى لي وللسينما التونسية التي هي عشقي وهدفي ان ادخل مجال الانتاج وبذلك يمكنني ان اقف الى جانب مجموعة من المخرجين الشبان الذين يمكنني من خلالهم أن اقول «كلمتي» السينمائية..» كذلك من بين «الاعترافات» التي جاءت على لسان الفقيد في هذا الشريط تلك التي اشار فيها بوضوح الى انتمائه السياسي حيث يقول: «كنت يساريا.. بل ويساريا متطرفا.. وقد نشطت مع زملاء لي في معارضة بعض التوجهات السياسية للرئيس بورقيبة...» وذلك قبل ان يضيف بأنه لا ينكر على الرغم من ذلك «بأن للزعيم بورقيبة مزاياه.. فهو سياسي متميز وهو باني الدولة الوطنية الحديثة...». شهادات.. وذكريات الذين تداولوا على اخذ الكلمة في موكب احياء اربعينية الفقيد احمد بهاء الدين عطية ركزوا في شهاداتهم على خصال الراحل الانسانية والمهنية وقد دعاهم المنتج نجيب عيّاد الذي سيّر «اشغال» الموكب الى ألا يجعلوا من المناسبة «منبرا» لترديد كان.. وكان.. وكان.. ذلك ان الراحل احمد عطية والكلام لنجيب عياد قد ترك «ارثا» سيجعله حاضرا دائما.. كان مهنيا وشجاعا رئيس الغرفة النقابية الوطنية لمنتجي الافلام تحدث في شهادته عن الجانب المهني في شخصية الراحل احمد بهاء الدين عطية فذكر أنه كان وطنيا في غيرته على السينما التونسية وعلى قطاع الانتاج السينمائي في تونس وذلك فضلا عن مهنيّته العالية والمامه الواسع بخصوصيات وواقع وحاجيات القطاع واهل المهنة.. اما السيد ابوبكر بن فرج رئيس ديوان وزير الثقافة والمحافظة على التراث فقد تحدث في كلمته عما اسماه شجاعة الراحل وايثاره الكبير لمصلحة السينما التونسية اولا اذ يقول: «التقيته في مراحل مرضه العضال الاخيرة فوجدته يحدثني بشجاعة واصرار لا عن مشاريعه الشخصية بل عما فيه مصلحة السينما التونسية مستقبلا.. لقد كان يفعل ذلك غير عابئ بوضعه الصحي المتدهور مما جعله يكبر في عيني اكثر..». نوري بوزيد.. متوتر! المخرج السينمائي نوري بوزيد بدا في اللحظات الاولى من شهادته وكأنه متوتر.. اذ استهل شهادته بالقول: «كنت احب احمد بهاء الدين عطية واكرهه في نفس الوقت.. وهو بدوره كان يحبني ويكرهني!!!» وذلك قبل ان يواصل حديثه الذي بدا في مجمله وكأنه «رد» على ما جاء على لسان احمد عطية في الشريط الذي انجزه رضا الباهي عنه.. فالراحل احمد عطية ذكر في هذا الشريط من بين ما ذكر انه لم يعد معجبا بنوري بوزيد في الفترة الاخيرة لانه لم يعد يراه سينمائيا كما عهده في افلامه الاولى التي انتجها له.. نوري بوزيد لم يفوت الفرصة وقال في شهادته من بين ما قال انه لا يوافق احمد عطية في ما قاله عنه وان كان يحترم رأيه «الذي هو حر فيه!»... ايضا، حرص نوري بوزيد على ان يرد في شهادته على قول الراحل احمد عطية في الشريط الذي انجزه عنه رضا الباهي بأنه كان يتدخل كثيرا في وضع الصياغة النهائية لسيناريو وحوار الافلام التي كان ينتجها وانه كان يتدخل ايضا على مستوى المونتاج واختيار الممثلين.. نوري بوزيد ذكر أنه وفيما يخص افلامه التي انتجها احمد عطية «لا يتذكر» بأن هذا قد حصل معه كثيرا!!! كانت هناك في موكب اربعينية احمد عطية شهادات اخرى عن الراحل بعضها حميمي وبعضها مهني.. كتلك التي جاءت على لسان الناقد محمد الطاهر الشيخاوي او تلك التي ادلت بها السيدة كاهنة عطية وغيرهما..