فضاء تجاري كبير ومعروف صار منذ بضع سنوات يبيع كل شيء بما في ذلك الخضر والغلال والاسماك.. وباستثناء بعض المواد كالياغورت والماء والمشروبات الغازية فإن أسعار هذا الفضاء أرفع بكثير مما يوجد خارجه. وعلى سبيل المثال فإن سعر الكيلوغرام من العنب ذي النوعية المتوسطة يبلغ 1995 مليما في حين أن أنواع عديدة أكثر جودة ونضارة توجد خارج هذا الفضاء وبسعر لا يتعدى 1500 مليم في أقصى الحالات. أما ما يسترعي الانتباه فهو ذلك النوع من المغالطة الذي قد لا يكون سببا فيه بل مجرد شريك. فقد كتب على علب «الدقلة« أن تاريخ الصنع أو الانتاج بمعنى أدقD.Pأو Date de Production جويلية أو أوت أو سبتمبر 2007 . فهل هناك نخلة واحدة في تونس تنتج التمر في هذه الفترة. قد يكون المقصود (وهذا محتمل جدا) تاريخ التعليب لكن التعليب ليس انتاجا لكن مهما كان المقصود فإن على المنتج أن يكون واضحا وعلى الفضاء التجاري أن يتثبت من الامر كي لا يكون شريكا في مغالطة يعاقب عليها القانون. سعر غريب نفس الفضاء يبيع اللحم معلبا وموضوعا على الرفوف بكل عناية.. وبنظرة بسيطة لاحظت أن علبة تزن 550 غراما سعرها 9 دنانير وبضعة مليمات.. وهذا يعني أن الكيلوغرام من لحم الخروف في هذا الفضاء لا يقل عن 18 دينارا.. فهل هكذا نهدئ من روع الاسعار..؟ أين كراسي شارع بورقيبة؟ في أحد الايام الفارطة من هذا الشهر انتابني تعب شديد وأنا في شارع الحبيب بورقيبة وأردت أن «أرتح فخار ربي» قليلا وبما أن المقاهي على جانبي الشارع مغلقة في النهار فقد ظللت أبحث عن كرسي أستريح عليه قليلا من ابن خلدون حتى «المنقالة» فلم أعثر حتى على رائحة كرسي من تلك التي كانت موجودة في هذا الشارع الكبير.. فقد حذفت هذه الكراسي التي لم يبق منها الا واحدا يتيما فقط تجد الناس «بالصف عليه» كل واحد ينتظر ان يمشي الاخر ليأخذ مكانه.. فما الحكاية يا بلدية تونس وما ضرّ لو أن تلك الكراسي بقيت في أماكنها؟ «تهنّى خويا» يوم الاربعاء الماضي حضرت مشهدا فيه الكثير من المعاني.. مواطن أرسى سيارته بشارع قريب من حديقة «ستار» بقلب العاصمةثم نزل صحبة زوجته وابنيه مترجلين.. في الاثناء كان «الشنقال» يدور و«يهز فيها عاري ولابس».. ذلك المواطن رأى السيارة او الشاحنة المرعبة فتوجه الى من كانوا بداخلها بتحية لطيفة وقدم نفسه معلما إياهم بأنه سيحمل ولديه الى الطبيب.. ثم اعطاهم «الامارة» وأصرّ على انها موجودة «في الكرسي التيلاني» وطلب منهم «باش يردوا بالهم م الكرهبة متاعو» ..الجماعة طمأنوه قائلين: تهنّى خويا.. وإنشاء الله لاباس».. وعلى رأي نصر الدين بن مختار أقول: ماذا لو كانت سيارة مواطن عادي؟ واضح! سرعان ؟ يوم الاثنين الماضي نزلت أمطار غزيرة عطلت كالعادة كل شيء في العاصمة وضواحيها بالخصوص الى درجة أن الناس باتوا مقتنعين بأن كل شيء أصبح مرهونا في ربع ساعة من المطر الغزير.. لكن مقدمة النشرة الرئيسية على قناة تونس 7 ابتسمت لنا كعادة البعض عند تقديم الاخبار السيئة، وقالت إن الحالة سرعان ما وجدت الحلول وسرعان ما عادت الامور الى طبيعتها.. هذا الكلام يعني أحد أمرين: إما أن تكون مقدمة النشرة لم تغادر مبنى التلفزة وبالتالي فهي لا تعرف حجم الصورة الحقيقية التي خلفتها الامطار وإما أنها ومن أعد الشريط معها، يغطون عين الشمس بالغربال لاغراض لم تعد خافية على احد.. انا أقول لهؤلاء انزلوا الى بعض الشوارع فإن فيها بعض الآثار لتلك الامطار لم تمح الى يومنا هذا.. مجرّد سؤال يوم المطر المذكور تعطل أيضا البث التلفزي فهربت الصورة وهرب الصوت وهرب كل شيء حتى «الريزو» فما الحكاية بالضبط؟ فهل أن الفنيين مثلا عاجزون عن الاحتياط للامطار أو الرياح حتى يحدث ما حدث؟