على مدى ساعتين عاش جمهور مهرجان المدينة في قصر خيرالدين مساء السبت الماضي سهرة فنية جمعت بين الاقناع والامتاع مع العرض الجديد لفرقة العازفات بقيادة الفنانة امينة الصرارفي. «سمادير» تعني نظرة البعد وهي نظرة جديدة للتراث الموسيقي التونسي والعربي كما ارداها الفنان فيصل القروي الذي صاغ موسيقى «سمادير» كما صاغ معظم الاعمال الاخيرة لفرقة العازفات ومنها عرض «زوركند».. الذي قدمته المجموعة عام 2004 ضمن سهرات مهرجان المدينة وقد تجول هذا العرض في عديد العواصم العالمية كطوكيو وبكين وبرلين ونيويورك وسيول وواشنطن. اذن عادت العازفات بعرض جديد شهد صعود فيصل القروي لاول مرة على الركح مع العازفات ليقدم معزوفة «جذور» التي ارادها تحية الى عميد المسرحيين التونسيين جميل الجودي. فيصل القروي الذي عرفناه عازف ساكسفون بارع ومؤلف لعدد هام من الاعمال الموسيقية للاطفال وللمسرح وللعازفات كان اخر عمل يقدمه امام الجمهور في افتتاح القمة العالمية للمعلومات في خريف 2005 ورغم هذا الغياب كان فيصل القروي في موسيقاه قادرا على ان يحمل الجمهور الى عوالم قصية وطقس وجداني بديع. قدمت فرقة العازفات في هذا العرض خمس معزوفات جديدة من تأليف فيصل القروي منها «سمادير» و«امينة» التي قدمتها امينة الصرارفي على الة الكمنجة كما قدمت الفرقة قراءات جديدة لفيصل القروي لمجموعة من الموشحات والاغاني ك«عرضوني زوز صبايا» و«كي يضيق بيك الدهر» و«تحت الياسمينة» ولوكان النار» واليوم «قالتلي زين الزين» و«ادعوني» و«اه من العينين» و«ياغصن» و«سمراء يا سمراء» و«لمابدايتثنى». هذا العرض اهدته فرقة العازفات للفنان الراحل قدور الصرارافي في الذكرى الثلاثين لرحيله التي تصادف يوم السبت 29 سبتمبر كما يتزامن هذا العرض مع الذكرى 15 لتأسيس فرقة العازفات.