نظرا لأهمية الجانب الوقائي في السيطرة على فاتورة التكفل العلاجي للأمراض الثقيلة ومنها أساسا الأمراض السرطانية التي تقدر في مجملها بنحو 30مليون دينار سنويا يتجه العمل في إطار منظومة التأمين على المرض على الأخذ بجدية للمقترح والهدف الذي تم تطارحه في إطار الأيام العلمية الرابعة عشرة التي دأب الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي على تنظيمها ويتمثل الهدف المنشود في ايلاء عناية أكبر بالجانب الوقائي والتقصي المبكر للأورام السرطانية ومن بينها سرطان الأمعاء الذي يسجل ألف حالة إصابة جديدة كل سنة محتلا بذلك المرتبة الثالثة في سلم الامراض السرطانية بعد سرطان الثدي والرئة... ولحث المواطن على القيام بالكشف المبكر وتجاوز مرحلة التردد والنسب المحتشمة المسجلة حاليا على نطاق التقصي برزت داخل الورشات العلمية التي اهتمت بمحور التقصي والتوقي والتكفل بسرطان الأمعاء مقترحات لتكفل الكنام بهذه العملية بما يشجع المواطن على المبادرة في وقت مبكر بتقصي المرض والتوقي من مضاعفاته في الإبان قبل استفحالها وفي تفعيل الجانب الوقائي تخفيفا للعبء المادي الضخم في مستوى التكفل العلاجي.. ويبدو أن هذا المقترح لاقى تفاعلا من الجهة الساهرة على صندوق التأمين على المرض وفق ما أفادنا به د. بوبكر المعاوي منسق أشغال التظاهرة مؤكدا أن مثل هذا الهدف يشكل آلية بارزة للضغط على نفقات العلاج والتكفل ويندرج في إطار التوجهات الوطنية الرامية إلى تكثيف العناية بمرض السرطان وجعل 2010 سنة وطنية لمكافحة السرطان بالتركيز أساسا على الكشف المبكر. ومن بين المحاور العلمية التي أثثت أشغال التظاهرة المنتظمة على مدى اليومين الماضيين موضوع السمنة ومايترتب عنها من أمراض ثقيلة من سكري وضغط دم وأمراض قلب وشرايين...والتركيز في تناولها على الجانب الوقائي والتوعوي كذلك كان الأمر مع المحور الخاص بمكافحة التدخين وتخصيص التدخين السلبي بحيز هام من الحوار والتدخلات اعتبارا لمضاره. وتبعا لما أوردته ل « الصباح» د. درة كنو من مصحة العمران التابعة لصندوق الضمان الاجتماعي ينتظر أن تدخل هذه المؤسسة الصحية على خط حملات التحسيس الداخلي الموجه لإطاراتها الطبية وشبه الطبية للإقلاع عن التدخين ليشكل هذا التوجه إلى جانب بعث وحدة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين أبرز البرامج القادمة التي ستحرص على تكريسها. وكان السيد ناصر الغربي وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج أشرف على افتتاح التظاهرة مبرزا أهمية الدور الذي تضطلع به مصحات صندوق الضمان الاجتماعي في المنظومة العلاجية وتقريب الخدمات الصحية من المضمونين الاجتماعيين وقد بلغ عدد العيادات المنجزة أكثر من 1,3مليون عيادة سنويا وناهزت النفقات الجملية للمصحات نحو 60مليون دينارسنة 2009وأعلن الوزير عن جملة من الإجراءات والبرامج المقرة لفائدة مصحة العمران التي تحتفل هذا العام بمرور 30سنة عن احداثها وبقية شبكة مصحات الصندوق بما يدعم حضورها في المشهد الصحي ويعزز اشعاعها من ذلك إعداد مخطط للتكوين على مدى الثلاث سنوات القادمة لفائدة مختلف الاعوان والإطارات و تطوير قدراتهم المهنية والفنية كما سيتم دعم الخدمات الطبية وتعزيز التجهيزات. وتم على هامش الأيام العلمية تكريم ثلة من الإطارات الطبية والإدارية التي واكبت انطلاقة مصحة العمران في العمل.