تمهيدا للمؤتمر الدّولي للسّلام الذي من المنتظر أن يعقد بعد حوالي شهر من الآن في إحدى المدن الأمريكية كثفت وزيرة الخارجية الأمريكية من تنقلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط في زيارات مكوكية منذ أن دعا الرئيس بوش إلى عقد هذا المؤتمر قبل أشهر من الآن. وفي هذا السياق ستؤدّي رايس خلال الأسبوع المقبل زيارة إلى المناطق الفلسطينية وإسرائيل في مسعى لتقريب وجهات نظر الطرفين حول عديد نقاط الخلاف. ويبدو أن زيارة رايس المرتقبة سيكون هدفها الأساسي استكمال صياغة الوثيقة المشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي يعتبرها كل من رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي أساسا للمفاوضات بين الطرفين التي ستنطلق مباشرة بعد المؤتمر الدولي المنتظر. وتمثل الوثيقة المشتركة التي التقى بشأنها عبّاس وأولمرت أكثر من مرّة خلال الفترة القليلة الماضية كما ستتواصل لقاءاتهما عشية انعقاد هذا المؤتمر أساس اتفاق بين الطرفين حول الملفات المطروحة... ولكن بشكل عام وبدون الغوص في تفاصيل لتجنب العثرات حسب ما ذكره مسؤول إسرائيلي. وبقدرما يعلق الطرف الفلسطيني على هذا المؤتمر آمالا عريضة للخروج من الطريق المسدود وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإعطاء دفع لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة تتنازعه هواجس مصدرها خيبات الأمل المتكرّرة مع الجانب الإسرائيلي خلال مفاوضات سابقة حيث لم يجن منها الفلسطينيون سوى المماطلة والتسويف. إنّ العقبات التي يعتبرها الطرف الإسرائيلي نقاطا غير قابلة للتفاوض تلك التي تتعلّق بحدود الدولة الفلسطينية المقبلة ووضع القدس والمستوطنات اليهودية ومصير اللاجئين وموارد المياه...
فإذا تنازل الطرف الفلسطيني عن هذه الملفات الجوهرية ماذا بقي للتفاوض بشأنه...؟
وبالإضافة إلى هذه العقبات المطروحة منذ عقود فإنّ تصاعد التوتر في غزّة ساهم في تعقيد الوضع وخصوصا بعد أن أصبح القطاع «كيانا معاديا» في نظر قوات الإحتلال. فكيف تتراءى فرص نجاح هذا المؤتمر الدّولي في ظل الأوضاع الداخلية الفلسطينية المتوترة... وفي ظل ما دأبت عليه إسرائيل من مماطلة ومزايدات تجاة كل إتفاق ثنائي أو قرار أممي ثم ماذا عن الدّور العربي المرتقب.. ومدى إسهامه في تحقيق الأدنى المطلوب فلسطينيا خلال هذا المؤتمر الدولي بناء على مبادرة السّلام العربية.؟