انطلقت أمس الجمعة بدار التجمع الدستوري الديمقراطي بالعاصمة أشغال اللجنة المركزية في دورتها العادية الثالثة التي تتواصل يومي 16 و17 جويلية. وأكد السيد محمد الغنوشي نائب رئيس التجمع والوزير الاول لدى افتتاحه هذه الدورة بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي حرص رئيس التجمع على انتظام انعقاد هذا الموعد باعتبار الدور الموكول للجنة المركزية في تقييم نشاط التجمع والتعمق في المواضيع المتصلة بمسيرة الحزب وبمختلف اوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وابرز نائب رئيس التجمع أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء اللجنة المركزية في تنشيط الحياة السياسية بجهاتهم ومواكبة العمل التنموي والاجتماعي فيها والتعريف بالخيارات والتوجهات الوطنية وتعميق الوعي بالرهانات والتحديات. وبين أن مسيرة التجمع متواصلة بثبات بدفع من رئيس التجمع بعد الفوز الباهر لقائمات التجمع في الانتخابات التشريعية وفي الانتخابات البلدية بما يكرس اشعاع الحزب وقدرته التعبوية وحيوية هياكله ومصداقية مرشحيه وجدية برامجه المستمدة من التوجهات والخيارات الرئاسية للفترة 2009/2014. محطات جديدة وابرز السيد محمد الغنوشي أهمية المحطات الجديدة التي يقبل عليها التجمع خلال الفترة القريبة القادمة وفي مقدمتها الاحتفالات بالسنة الدولية للشباب التي تنتظم ببادرة من الرئيس زين العابدين بن علي مشيرا الى ان التجمع سيكون من أبرز المساهمين في التظاهرات التي ستنتظم انطلاقا من 12 اوت القادم بما يعكس المكانة التي يحظى بها الشباب التونسي والتي تتجلى من خلال تعزيز الاحاطة به وتكثيف الحوار معه والاصغاء الى تطلعاته الى جانب تعزيز حضوره في اللجنة المركزية للتجمع وفي قائماته للانتخابات التشريعية والبلدية الاخيرة فضلا عن احداث برلمان الشباب. كما أشار الى أهمية عمليات تجديد الهياكل القاعدية للتجمع المرتقبة بما يكرس المنهج الديمقراطي صلب التجمع ويفسح المجال لمزيد استقطاب الكفاءات والنخب حتى يبقى التجمع حزبا رياديا متفتحا على مختلف شرائح المجتمع معبرا عن تطلعاتها وطموحاتها. التنمية المستديمة واستعرض السيد محمد الغنوشي من ناحية اخرى ما تتميز به المسيرة الوطنية من حركية وتطور مطرد بفضل حكمة الرئيس زين العابدين بن علي والوفاق العريض حول خياراته وتوجهاته مبرزا ماأثبتته تونس من قدرة على الصمود في وجه الازمة المالية والاقتصادية العالمية بما اعتمدته من اجراءات مساندة واصلاحات ناجعة للحفاظ على الحركية التنموية خلال سنة 2009 وتسجيل نتائج في الجملة ايجابية من بينها تحقيق نسبة نمو في حدود 1ر3 في المائة واحداث قرابة 50 الف موطن شغل مع الحفاظ على التوازنات المالية ومواصلة تقليص المديونية الخارجية التي تراجعت نسبتها الى 38 بالمائة. وأكد أنه بقدر ملازمة الحذر واليقظة في ضوء تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية والتي امتدت الى منطقة الاورو فان العزم راسخ على المضي قدما على درب تجسيم البرنامج الرئاسي لتوفير أفضل مقومات التنمية المستديمة المستجيبة لتطلعات المجموعة الوطنية. واستعرض في هذا السياق أولويات وأهداف المخطط الثاني عشر الذي يعد أداة لتجسيم البرنامج الرئاسي للخماسية الجديدة. وأوضح أن هذا المخطط الذي يستمد طموحه من طموح البرنامج الرئاسي يعتمد على تعميق المد الاصلاحي في مختلف المجالات لا سيما منها دعم الاستثمار في راس المال البشري وفي البنية الاساسية والتجهيزات الجماعية وفي قطاعات الفلاحة والصناعة والخدمات ذات المحتوى التكنولوجي الرفيع الى جانب ترسيخ مقومات المجتمع المتوازن والمتضامن. وبين ان تونس التي توفقت في مجابهة صعوبات الوضع الاقتصادي العالمي خلال الفترة المنقضية وتدعيم المكاسب في سائر المجالات تقبل على المرحلة الجديدة وكلها عزم على رفع تحدياتها بفضل حكمة قيادة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وصواب خياراته وبفضل تجاوب مختلف الاطراف الوطنية وفي مقدمتها التجمع الدستوري الديمقراطي مع هذه الخيارات وانخراطها في مسيرة التطوير والتحديث. إعطاء الإضافة المنشودة للعمل التجمعي وكان السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع قدم خلال الجلسة الافتتاحية تقريرا حول نشاط التجمع في الفترة الاخيرة عبر في مستهله نيابة عن مناضلي التجمع بالداخل والخارج عن مشاعر التقدير والاكبار للرئيس زين العابدين بن علي والتعلق بخياراته. وابرز الجهود المتواصلة التي بذلها التجمعيون والتجمعيات خلال الفترة المنقضية لتكثيف الاحاطة بمختلف الشرائح الاجتماعية واحكام التصرف في الطاقات والكفاءات التي يزخر بها التجمع واستحثاث مسارات التحديث وتهيئة أفضل الظروف لتحقيق التوجهات والاهداف المرسومة بالبرنامج الرئاسي للخماسية 2009/2014. وبين ان نتائج الانتخابات البلدية الاخيرة بقدر ما ترجمت ما بلغه المجتمع التونسي من مستوى مرموق في مجال الممارسة الديمقراطية واقباله الكبير على أداء الواجب الانتخابي فانها أكدت من جديد المكانة المتميزة للتجمع في الساحة السياسية الوطنية باعتباره الحزب الجماهيري الكبير المؤتمن على رسالة الاصلاح والتغيير وبناء جمهورية الغد. وأكد حرص هياكل التجمع على التطوير المستمر لبرامج عملها في ضوء أبعاد ومحاور البرنامج الرئاسي المستقبلي وعلى ملاءمة أنشطتها مع التحولات المسجلة في الواقع التونسي ومع التطورات المعرفية والتكنولوجية مشيرا الى الاستعداد المحكم للانشطة الصيفية خاصة المتعلقة منها بالمواعيد الفكرية وعودة أنباء تونس بالخارج وبالنشاط التكويني والثقافي. وابرز الترابط الوثيق بين برامج عمل التجمع وأهدافه من جهة ومقتضيات التطور ونهج الابداع والمبادرة المسجلة في العالم الافتراضي من جهة أخرى بما يمكنه من مواكبة متطلبات الثورة التكنولوجية بكل اقتدار مبينا انه تم الحرص في اطار الانشطة المبرمجة على تفعيل دور النخب والكفاءات في صفوف التجمع وتشريكهم في مختلف نشاطاته. واستعرض السيد محمد الغرياني نشاط فضاءات الحوار ودورها في مجال تعميق التفكير وتقديم المقترحات والتوصيات العملية بشأن الاليات الكفيلة بتحقيق الاهداف الواردة بالبرنامج الرئاسي 2009/2014 مؤكدا أن تركيبتها تجسم حرص الرئيس بن علي على تشريك كل الشرائح والاجيال من المناضلين والكفاءات الحزبية والخبرات الوطنية.