إنه بلا شك إجرام في حق البشرية حاضرا ومستقبلا وتصرف لا يمكن إيجاد أية مبررات له لأنه يمتهن كرامة الإنسان وحقه في الحياة.. هذا أقل ما يمكن أن يقال في شأن ما بدأت تفرزه ظاهرة الاحتباس الحراري من تأثيرات على المحيط في مناطق عديدة من العالم.. ولا يقف وراء الخطر المؤجل سوى الذين يصمون آذانهم عن نصائح العلماء وتحذيراتهم من خطورة انبعاث الغازات نتيجة التصنيع المكثف دون احترام المقاييس البيئية في عديد البلدان المصنعة. من المفارقات أنه في الوقت الذي ترفض فيه دول كبرى العمل على الحد من تآكل طبقة الأوزون بتعلات اقتصادية ربحية بحتة أصبح البعض في البلدان النامية يتندر بطبقة الاوزون دون وعي بحقيقة الخطر المحدق بالانسانية سواء بسبب التوقف عند إلقاء المسؤولية على البلدان المصنعة أو الاكتفاء بتسجيل العجز عن القيام بعمل ملموس لدرء المخاطر. إن الوضع بدأ يتدهور بيئيا في بعض مناطق العالم بفعل الاحتباس الحراري وما يسفر عنه من ارتفاع في مستوى مياه المحيطات والبحار بحوالي خمسين صنتيمترا خلال بضعة عقود من القرن الحالي وهو ما يعني اندثار جزر بأكملها بعضها يشكل دولا أو أجزاء من دول وهو ما سيؤدي إلى ظهور فئة جديدة من اللاجئين تعد بالملايين بما يعنيه ذلك من مشاكل داخلية وأخرى ستلازمهم في أي مكان يحلون به. عديد البلدان مسؤولة حاليا عن ظاهرة الاحتباس الحراري فإضافة إلى الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى هناك دول صاعدة مثل البرازيل والهند معنية بهذا الوضع البيئي وهو ما يحتم ضرورة تكتل حكومات العالم ومكونات المجتمع المدني للتحرك على الصعيد البيئي بهدف إقناع البلدان المتسببة في تزايد الظاهرة وحثها على احترام المقاييس الدولية المعتمدة أو التقدم بخطوات أخرى في صلب الهيئات الدولية حتى إن لزم الأمر بمقاطعة بضائعها ما دامت مصرة على انتهاك حق من حقوق الإنسان وهو العيش في بيئة سليمة. وفي حالة عدم التوفق إلى نتائج إيجابية فإن المسألة البيئية ستصبح مصدر توتر على الساحة الدولية إن على الصعيد الرسمي أو الشعبي بما قد يحمله ذلك من صدام بين حب الحياة والرغبة في التصنيع المكثف. لقد وضعت اتفاقيات دولية تتعلق بالجانب البيئي لكنها لم تحرز إلى حد الآن أية نتائج وهو ما يكشفه العلماء بين الفينة والأخرى وتتضمنه تقاريرهم بالتفصيل.. لكن يخشى ألاّ تستيقظ الضمائر إلا متأخرا بعد "غرق" بعض البلدان وزحف المياه على مناطق عديدة من المناطق.