أقام السيد أنتشيو كانيبا (Ancillo Canepa)، رئيس نادي أف سي زوريخ السويسري، بضعة أيام في مدينة سوسة للإطمئنان على حالة ياسين الشيخاوي ولدعم علاقات ناديه مع النجم الساحلي وقد كان كانيبا مرفوقا بالمدير الرياضي لنادي زوريخ فريدّي بيكال (Fredy Bickel)وقبل مغادرتهما سوسة خصّ رئيس النادي السويسري «الصباح» بالحوار التالي.. في أية حال وجدتم الشيخاوي؟ - سعدنا كثيرا لأن معنوياته كانت عالية جدا وكان واثقا من قدرته على استرجاع إمكانياته والعودة إلى مستواه وقد اتّفقنا على أن يقضّي أسبوعين أو ثلاثة في تونس قبل العودة إلى زوريخ. متى تتوقّعون أن تكون عودته للمشاركة في المباريات؟ - كل شيء مرتبط بعزيمة الشيخاوي وبشجاعته وتضحيته ولو سارت مراحل العلاج بصفة عادية سيستأنف الشيخاوي نشاطه بعد فترة تتراوح بين الأربعة أشهر ونصف والستة أشهر. علمنا أنكم غضبتم كثيرا لمشاركة الشيخاوي في مباراة التشاد، هل هذا صحيح وما الذي أغضبكم؟ - لم يكن ياسين جاهزا بدنيا بنسبة مائة بالمائة والإطاران الطبّي والفني لمنتخب تونس كانا يعرفان ذلك جيّدا وحتى في زوريخ ما زال يشارك لبضع دقائق فقط. كان واضحا أن ظروف مباراة التشاد كانت تتطلّب لاعبين جاهزين من كل النواحي فأرضية الميدان الاصطناعية كانت صعبة والمنافس لعب بخشونة كبيرة. لكن الشيخاوي ساهم بطريقة ما في إصابته لمّا تعامل مع الكرة في تلك العملية بنوع من التراخي! - صحيح وهذا يؤكد أن ياسين لم يكن جاهزا بنسبة كاملة للّعب في تلك الظروف لذلك كانت تحرّكاته وردود فعله غير مركّزة وأتساءل مرّة أخرى عن الجدوى من التعويل عليه ضد فريق شاهد الجميع الخشونة والاندفاع اللذين اعتمدهما. كما أن إدخال الشيخاوي لمّا كان منتخب تونس متقدّما بهدفين لصفر لم يكن مبرّرا ولم نجد له بصراحة أي تفسير. هذا واجب وطني ولا يمكن لياسين أو لغيره رفض اللعب مهما كانت المبرّرات؟ - أولا نحن واعون بالتزامات أي لاعب تجاه منتخبه ونقدّر كثيرا تعلّق ياسين بتونس وبمنتخب تونس ولم نكن أبدا ضد مشاركة أي من أف سي زوريخ مع منتخب بلاده لكن صحّة اللاعب ومصلحته تهمّنا وأي تعقيد في حالة الشيخاوي الصحّية تضرّ لا باللاعب نفسه وبنادي زوريخ فقط بل بمصلحة منتخب تونس أيضا. فعوض أن يعود ياسين إلى اللعب وهو في أفضل استعداداته، ها قد خسره المنتخب التونسي في المباريات القادمة. لنا علاقات ممتازة مع تونس ولا نبحث عن الإثارة لكن، باختصار، لا يمكن لنا القبول بمشاركة الشيخاوي حين يكون غير جاهز 100 بالمائة. يبدو أن هذه الإصابة أعادت إلى أذهانكم الذكريات الأليمة للإصابة الشهيرة التي أبعدت الشيخاوي طويلا عن الميادين؟ - بالتأكيد، ونادي زوريخ صبر كثيرا وضحّى رياضيا وماليا حتى يعود ياسين إلى الملاعب على أسس صلبة وثابتة ولعلكم لاحظتم أنه ما زال يلعب لفترة قصيرة خلال مباريات فريقه الماضية لأننا نرفض المغامرة به لأي سبب. وأودّ التذكير أننا دفعنا أموالا طائلة مدة عامين حتى يستفيد ياسين من أفضل وسائل العلاج والنقاهة وقد حملناه إلى أبرز الجرّاحين والعيادات في برشلونة ولندن وبرلين والولايات المتحدة لذلك استأنا أن يصاب مرة أخرى في ظروف كان بالإمكان تفاديها. تتحدّثون عن الشيخاوي وكأنه ابنكم وليس لاعبا من جملة لاعبي نادي زوريخ؟ - علاقتي بياسين قوية تتجاوز علاقة رئيس ناد بلاعبه فأنا قريب جدّا منه ومن عائلته وهو بالنسبة لي واحد من أفضل اللاعبين الذين نشطوا في سويسرا على مر التاريخ وواحد من أفضل اللاعبين في العالم حاليا ولولا إصابته الماضية لتحوّل لأكبر الفرق الأوروبية وأتذكّر أنه لما كان في أوج العطاء كانت مباريات أف سي زوريخ تدور بحضور ممثّلين عن أكثر من خمسين ناديا عالميا كانوا يأتون لمتابعة ياسين. أنا متأكّد أن ياسين لن يكون في أف سي زوريخ في الخمسة أو عشرة أعوام القادمة. يضمّ فريقكم ثلاثة لاعبين تونسيين (الشيخاوي والزواغي والشرميطي) فهل لهذا الحد أنتم معجبون بكرة القدم التونسية؟ - نعم، أنا معجب كثيرا باللاعبين التونسيين لأنهم يتمتعون بفنيات عالية وقدرات ذهنية كبيرة تساعدهم على سرعة التأقلم والاندماج وهو ما أثبته الزواغي والشرميطي. حظينا باستقبال رائع في سوسة وفاجأنا حقيقة تعرّف التونسيين علينا، أنا وفريدي، وترحيبهم بنا أينما ذهبنا كما سررت كثيرا لملاقاة دوس سانتوس في مركّب النجم فهذا اللاعب ترك انطباعات ممتازة في الأشهر التي لعبها في زوريخ. ولن تقتصر علاقاتنا بكرة القدم التونسية على انتداب اللاعبين وكبداية سنسعى إلى تطوير شراكتنا مع النجم الساحلي في كل المستويات وسننظّم في شهر جانفي 2011 بسوسة دورة دولية ودّية بمشاركة فرق تونسية وجزائرية ومغربية.