تقوم وزيرة الخارجية الامريكية رايس حاليا بجولة في المنطقة بدأتها بمحادثات مع المسؤولين الروس لبحث ملفات الساعة..التي تراهن واشنطن على تحريكها قبل حلول عام 2008 وبدء الحملة الانتخابية الرئاسية الامريكية التمهيدية . تحركات رئيسة الديبلوماسية الامريكية تهدف الى بحث ملف الدروع الصاروخية والخلافات التي فجرت قبل اشهر بين موسكووواشنطن حولها.كما تسعى الادراة الامريكية الى توفير ارضية دنيا لانجاح مسار تفاوضي عربي اسرائيلي جديد ينطلق بعد "المؤتمر الدولي للسلام" المقرر عقده الشهر القادم. ولا شك أن خلافات موسكو مع واشنطن ليست مرشحة لان تسوى بسهولة لكنها في نفس الوقت ليست لان تتطور حاليا الى صراع مفتوح يذكر بمناخ مرحلة الحرب الباردة. لكن الخلافات العربية الامريكية حول ملف الصراع العربي الاسرائيلي تبدو اكثر تعقيدا من ان تختزل في قضايا تبحث بسرعة في اجتماعات ديبلوماسيين امريكيين مع بعض المسؤولين العرب تحت ضغط الاجندا الانتخابية الامريكية.. قبل اسابيع قليلة من موعد تنظيم "مؤتمر دولي للسلام". ان عقد مثل هذا المؤتمر مبادرة ايجابية إذا كان ضمن مسار سياسي للتسوية تقوده الولاياتالمتحدة باعتبارها "الراعي الرئيسي" للسلام.. أي اذا سبقته خطوات حقيقية للتسوية تمهد لاقامة سلام دائم وعادل. وواشنطن مؤهلة اكثرمن غيرها للعب هذا الدور لاعتبارت عديدة من بينها وزنها السياسي والعسكري الدولي حاليا فضلا عن موقعها القيادي في مؤسسات الحلف الاطلسي والامم المتحدة وكل المؤسسات المالية الدولية. لكن هذا المؤتمر لا يمكن ان يقدم اضافة حقيقية اذا حركته الاجندا السياسية والانتخابية الامريكية والاسرائيلية الداخلية وإذا كان هدفه اعلاميا وليس تسوية معاناة ملايين المواطنيين الفلسطينيين الذين احتلت اراضيهم منذ عقود وهجروا قسرا وحرموا من ابسط حقوقهم الوطنية فضلا عن الحصار الاقتصادي اللاانساني الذي يتعرضون له منذ سنوات وبصفة خاصة منذ رحيل الزعيم الفلسطيني الكبير ياسر عرفات. إن مسار السلام يحتاج الى جهود عملية على الارض تقوم بها الادارة الامريكية والعواصم المؤثرة في القرار الدولي وليس الى مزيد من الضغوطات على الاطراف الاضعف في اللعبة حاليا أي القيادات الفلسطينية والسورية والبنانية والعواصم العربية. كما يحتاج مسار التسوية السلمية حاليا الى حل عاجل للمأزق العراقي وليس الى التلويح بتصعيد جديد ضد ايران وسوريا.