لا أحد باستطاعته أن ينكر أو يتجاسر على قول العكس أن لدينا قوانين بالية تجاوزها الزمن ولم يعد مسموحا لنا بمواصلة تطبيقها والعمل بمقتضياتها، بل لا بد من التعجيل بمراجعتها وتحيينها وتعديلها. لكن الطريف - أو على الأصح الغريب - في الأمر أننا نكتشف ما لدينا من فراغ قانوني رهيب بين الحين والآخر حين تطفو على السطح بعض المستجدات والأحداث تترتب عنها اشكاليات نعتقد من الوهلة الأولى أنها عادية وتدخل تحت طائلة فصول قانونية صريحة ولا يكتنفها الغموض، وإذا بنا نصطدم بالعكس مثلما هو الشأن حاليا بالنسبة لبعض الجوانب القانونية التي تخص المقابلات المعادة والتي توقفت بسبب العوامل المناخية وهي مقابلات المنزه (بين الترجي الرياضي والملعب القابسي) والمرسى (بين مستقبل المرسى وقوافل قفصة) وحمام الأنف (بين نادي حمام الأنف والنادي البنزرتي). فلقد تضاربت المواقف وتباينت الآراء وتعدّدت التأويلات وأطلق الجميع العنان للاجتهاد حول بعض النقاط ومنها بالخصوص مسألة الأوراق الحمراء والصفراء. لأجل هذا كان لنا لقاء مع القاضي الفاضل الأستاذ عمر فاروق الغربي رئيس اللجنة الفيديرالية لكرة القدم المحترفة فاستمعوا إليه: يقول الأستاذ عمر فاروق الغربي أن المباراة التي تتقرر إعادتها بعد توقفها بسبب العوامل المناخية لا يحق المشاركة فيها إلا لمن كانوا مؤهلين قانونيا للمشاركة في المباراة الأصلية التي توقفت. ومثال ذلك أن اللاعب الأجنبي الذي تصله الورقة الصفراء ويتحصل على الترخيص القانوني للعب في الفترة الفاصلة بين المقابلة المتوقفة والمقابلة المعادة ليس باستطاعته المشاركة لأنه لم يكن مؤهلا لذلك قبل قرار الإعادة. أما بالنسبة للاقصاءات والانذارات فيؤكد الأستاذ عمر فاروق الغربي أن الأوراق الحمراء وحتى الناتجة منها عن إنذارين في نفس اللقاء فإنها تحتسب، حماية لأخلاقيات اللعبة وحفاظا على الجانب التأديبي المنجر عن الاقصاء، وذلك خلافا للأوراق الصفراء التي تلغى تماما ولا تحتسب بتاتا حتى بالنسبة للاعبين الذين كان في رصيدهم من قبل إنذاران وارتفعت بالتالي حصيلتهم الإجمالية إلى ثلاثة إنذارات. وهنا لفتنا انتباه محدّثنا وذكرّناه بقضية لاعب جندوبة الرياضية محمد العبيدي وكيف أنه حرم من خوض اللقاء المعاد ضد الاتحاد المنستيري باعتبار أن الإنذار الذي تحصل عليه في اللقاء المتوقف قد رفع رصيده إلى 3 إنذارات أي إلى عقوبة بمقابلة واحدة، فردّ الأستاذ عمر فاروق الغربي قائلا: «تأكدوا أن جميع آثار المقابلات المتوقفة تمحى وتلغى تماما ما عدا الأوراق الحمراء وما يدوّنه الحكم على ورقة التحكيم من ممارسات لارياضية ولاأخلاقية وأحداث شغب وما إلى ذلك،،، أما الأوراق الصفراء فإنها لا تحتسب إطلاقا». أما عن التذاكر فأكد الأستاذ عمر فاروق الغربي أنه شأن داخلي يهم الأندية المضيّفة وحدها ولا دخل فيها للرابطة أو الجامعة، لأن الأندية هي التي تنظم المباريات وهي التي تتصرف بالتالي في الجوانب التنظيمية بمفردها وبحرية مطلقة.