تونس-الصباح احتفالا بعشرينية تحول السابع من نوفمبر، انتظمت يوم أمس بمجلس النواب ندوة تحت عنوان "عشرون سنة من التغيير والإصلاح" تم خلالها عرض ومناقشة عدد من المحاضرات والمداخلات وشارك فيها ثلة من الإطارات الوطنية والجامعيين. وقال السيد فؤاد المبزع لدى افتتاحه الندوة إن احتفال تونس بعشرينية التحول هو أفضل مناسبة للوقوف على المكاسب والإنجازات التي تحققت في مختلف الميادين والقطاعات في ضوء قيادة رشيدة وخيارات صائبة هدفها الأساسي الارتقاء بتونس إلى أعلى المراتب في كنف الممارسة الديمقراطية والتعددية المسؤولة ودعم حقوق الإنسان في بعدها الشمولي. مضيفا أن انخراط كل التونسيين في العمل الإصلاحي المتواصل ومساندتهم للمشروع الحضاري ولمسيرة التغيير بقيادة الرئيس بن علي يترجم صواب الرؤية الاستشرافية وشموليتها. وقال السيد فؤاد المبزع أن تنظيم مجلس النواب لهذه الندوة سيمكن من الغوص في كل الجزئيات والتمعن في معاني التغيير وأبعاده وفي فلسفة الحكم في عهد التحول، فضلا عن التعمق في خصوصيات السياسة الحكيمة لرئيس الدولة وتأثيراتها الايجابية على المجتمع التونسي. وقد تم خلال الجلسة العلمية الأولى من الندوة تقديم محاضرتين الأولى بعنوان"تحول السابع من نوفمبر المعاني والأبعاد" للسيدة فائزة الكافي الرئيس الأول لدائرة المحاسبات و"فلسفة الحكم في عهد التحول"للسيد نجيب عياد المدير العام للمركز الوطني للتجديد البيداغوجي. مشروع إصلاحي متكامل ولاحظت السيدة فائزة الكافي ان حركة التغيير لم تكن كغيرها من التحركات السياسية وانما كانت حركة انقاذ لم يشهد لها مثيل في بلدان عاشت ظروفا مماثلة كما كانت حركة سلمية وهادئة بعيدة كل البعد عن الثورات الدموية وذكرت ان الرئيس زين العابدين بن علي قام بتشخيص الفترة السابقة ل7 نوفمبر 1987 وما اتسمت به من ركود ووهن واقدم بكل جرأة وحكمة على ارساء مشروع اصلاحي متكامل تواصل على امتداد عشرين سنة، وابرزت حرص رئيس الدولة الدائم على الالتصاق بمشاغل المواطن التونسي والتعرف على احتياجاته الخصوصية وتوفير مقومات العيش الكريم بمختلف ربوع البلاد وعطفه المتواصل على ضعاف الحال وذوي الاحتياجات الخصوصية. وأبرزت ما يتميز به المنوال التنموى للبلاد من تأكيد على التلازم بين البعدين الاجتماعي والاقتصادي ضمانا لحق الجميع في الاستفادة من ثمار التنمية وتاكيدا للحرص على الارتقاء بتونس من مرتبة الدول الصاعدة الى مرتبة الدول المتقدمة وادماجها في الفضاء الاقتصادى المعولم. فلسفة التحول واكد السيد نجيب عياد في مداخلته ان يوم 7 نوفمبر 1987 مثل بداية عهد جديد كان محل تاييد من قبل الشعب التونسي الذى خرج بكل فئاته وشرائحه للتعبير عن مساندته المطلقة لصانع التغيير واكد ان بيان السابع من نوفمبر لم يكن مجرد ميثاق او اعلام وانما كان نصا مجسما لابعاد وفلسفة التحول في تونس المبنية على رؤية جديدة تعتمد على عناصر الطموح والواقعية والتدرج، وابرز البعد الاخلاقي للمشروع المجتمعي التحديثي الذي جاء به الرئيس بن علي والذي من دعائمه تكريس التضامن والتكافل وتحقيق التلازم بين الحق والواجب ورفض كل أشكال استغلال وتطويع حقوق الإنسان لأغراض ضيقة وأخذها ذريعة لإرساء ايدولوجيات معينة. التواصل والشمولية وفي الجلسة العامة الثانية حاضر السيد فؤاد الفخفاخ الأستاذ المبرز في اللغة العربية بالمعهد العالي للغات بتونس حول "الخطاب السياسي للرئيس بن علي" قدم خلالها مقاربة علمية لغوية للبنية الخطابية لخطابات الرئيس بن علي بمناسبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مارس 1994 وأكتوبر 1999 وأكتوبر 2004. وخلص فيها المحاضر إلى أن الرئيس بن علي لم يدع مواطنا أو مواطنة أيا كان وظيفته أو مكان اقامته دون أن يشمله برعاية وذكر وأن يحتل حيزا في تفكيره، وكانت هموم التونسيين محور انشغال رئيس الدولة تجسم في كافة القرارات والاجراءات التي أعلنها في خطاباته. كما لاحظ المحاضر أن الرابط المشترك بين الخطابات الثلاثة هو توفر خصائص التواصل والشمولية والإقناع في فكر الرئيس بن علي في نطاق رؤية تحمل القدرة على النقد التجاوزي الذاتي. الحكم الرشيد "منهج الرئيس بن علي في ممارسة الحكم" كانت محور المحاضرة التي ألقاها السيد منصور مهني مدير عام مؤسسة الإذاعة الوطنية تطرق فيها إلى أهمية الربط بين طريقة الحكم وبين مفهوم الحكم الرشيد وهو المفهوم الذي أصبح يعتمد في مختلف مجالات التقييم. وبين أن مفهوم الحكم الرشيد اقترن بمنظومة العولمة وتشكل منذ نهاية الثمانينات، وهو يعني اقتران الحكم بأربعة عناصر وهي دولة القانون والمؤسسات، حسن الإدارة، المسؤولية والمحاسبة والمساءلة، والشفافية. كما يقوم الحكم الرشيد على أساس التشاركية واحترام اختيار الشعب. وبين المحاضر أنه عند حدوث التغيير سنة 1987 لم يكن مفهوم الحكم الرشيد بالقيمة والرواج ولم تتحدد ملامحه بكل دقة وهو ما يبرز قيمة مبادرات رئيس الدولة خصوصا ما تضمنه بيان السابع من نوفمبر لتنزيل المنهج السياسي في الخط التأسيسي للحكم الرشيد. وتضمنت الجلسة العلمية الثالثة إلقاء ثلاث مداخلات الأولى للسيد فتحي التريكي وهو أستاذ جامعي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس حول "المشروع المجتمعي للتحول وإعادة صياغة المنظومة القيمية" والثانية للسيد محمد نجيب بوطالب مدير المعهد العالي للعلوم الانسانية بتونس حول "المشروع المجتمعي للتحول والتنمية البشرية" ومداخلة ثالثة قدمها السيد مصطفى النصراوي رئيس جامعة جندوبة حول "المشروع المجتمعي للتحول والتنمية الاقتصادية".