بمبادرة من جمعية الصداقة التونسية النمساوية وبالتعاون مع سفارة النمسا بتونس قامت الفرقة الصوتية لنساء جامعة فيينا (كورال الاجيال المنشدة) بزيارة لتونس في الاسبوع الماضي قدمت خلالها سلسلة من العروض الغنائية الموسيقية الصوتية من التراث الشعبي والموسيقى الكلاسيكية والاوبيرت التي تشتهر بها النمسا في العالم. وافتتحت هذه الفرقة الصوتية النسائية البارزة (كورال) التي تطلق على نفسها (سينغنغ جينيريشن) اي (الاجيال المنشدة) والمكونة من 50 امرأة من الطالبات السابقات بجامعة فيينا برنامج عروضها في تونس بعرض موسيقي صوتي شيق قدمته بفضاء الاكروبول بقرطاج وحضره جمهور كبير من التونسيين والاجانب عشاق الموسيقى الصوتية والموسيقى الكلاسيكية والاوبيرت. وامتعت الفرقة الصوتية النسائية بقيادة المايسترو فيجاي اوباديايا اعتمادا على الحنجرة فقط وذبذبات الصوت الجماعي المتناغم والموزع على القاعة الجمهور من رجال الفكر والفن والثقافة والموسيقى بمقطوعات ولوحات غنائية صوتية كورالية من الموسيقى الشعبية والكلاسيكية وروائع الاوبيرت لاشهر الموسيقيين النمساويين مثل يوهان شتراوس وروبيرت شتولتس وكارل تسيلر. وقد عبر قائد هذا الكورال النسائي اوباديايا عن سعادة هذه الفرقة بزيارة تونس ومشاركتها احتفالاتها وافراحها بالذكرى ال20 للتحول وتعريف الجمهور التونسي الذواق للفن والموسيقى بجزء من المخزون التراثي الموسيقي النمساوي من خلال هذا (الكورال) لفرقة نسائية من الطالبات السابقات المسنات. واوضح ان الهدف من تأسيس هذا الكورال بمشاركة نساء تتراوح اعمارهن بين 60 و90 سنة بجامعة فيينا يهدف الى الترويج لثقافة الفن والموسيقى من سن التقاعد مشيرا الى أن اكثر من 7000 طالب وطالبة تفوق اعمارهم 60 عاما يواصلون دراستهم بالجامعات في فيينا. كما بين ان إنشاء هذا الكورال النسائي (الاجيال المنشدة) بجامعة فيينا سنة 1996 يأتي في اطار البرنامج الاجتماعي الاوروبي الذي لا يعنى بالشباب فقط بل بالمتقاعدين والمسنين ايضا الذين لهم الحق في الترفيه وتعاطي الموسيقى والغناء واستدراك ما قد يكون فاتهم في سنوات الدراسة والعمل. ومن جانبه ثمن سفير النمسا بتونس فيرنير ايرليش حضور هذا الكورال النسائي من جامعة فيينا ولاول مرة الى تونس ومنح الجمهور التونسي الفرصة للاطلاع على هذا النوع من الموسيقى الغنائية الصوتية الشعبية والكلاسيكية والاوبيريتية مشيرا الى ان مثل هذه الزيارات تساهم في تعزيز علاقات التواصل الثقافي والحضاري بين النمسا وتونس. اما رئيس الجمعية السيد الحبيب عمار فقد اوضح من جانبه ان هذه المبادرة تأتي في اطار جهود الجمعية الرامية الى تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين مبرزا دور الموسيقى ايضا كاداة لتعزيز التخاطب والتقارب بين الشعوب والثقافات والحضارات الانسانية المختلفة. واوضح ان هذه التظاهرة تندرج ايضا في اطار مساهمة الجمعية في الاحتفالات بالذكرى العشرين للتحول. ويذكر ان الفرق الصوتية النمساوية قد اجرت خلال هذه الزيارة لتونس ايضا لقاءات مع الطلبة والاساتذة بالمعهد الوطني الاعلى للموسيقى للاطلاع على المخزون التراثي الموسيقي التونسي ولتبادل التجارب والخبرات في مجال هذا المجال. كما تضمن برنامج الزيارة اطلاع الضيوف من النمسا على العديد من المعالم التاريخية والحضارية لتونس لاسيما المدينة العتيقة لاطلاعهم على المخزون التاريخي والحضاري للمدينة ومكوناتها وخصوصياتها وهو ما نال اعجاب الضيوف.