تونس (وات) - "موسيقى وحرية" هو شعار الدورة 26 لمهرجان الموسيقى السمفونية بالجم، الذي افتتحه مساء السبت، بالقصر الاثري بالجم، ولاية المهدية، "أوركستر بالي اوبرا فيينا"،(النمسا) بمقطوعات اعتبرها "تكريما موسيقيا من فيينا لتونس الديمقراطية". واراد الاوركستر السمفوني بطريقته الخاصة، توجيه رسائل تضامن مع تونس الديمقراطية، بعد ثورة 14 جانفي 2011، وهو ما يبرز في الجزء الثاني من برنامج السهرة الذي اختار له عنوان" مسيرة الثورة" ليوهان ستراوس في 1848، العام الذي أطاحت فيه الثورة بامبراطور النمسا فرديناند وأفضت الى ارساء نظام ليبرالي وديمقراطي. وتاثر الجمهور باداء مغنية شابة للنشيد الوطني التونسي الذي اعلن بداية فقرات الجزء الاول من السهرة لتتالى بعده عروض الأوبرا والفالز والبولكا (رقصة بولونية) ولعل اقدم هذه المعزوفات التي تم تقديمها هي "الرومنسيات "التي ألفها سنة 1840 جوزيف لانار (1801-1843)، والذي يعد مؤسس فالز فيينا مع يواهن ستراوس الاب. وشدت رشاقة وأناقة راقصي بالي الأوبرا الشعبي بفيينا وأوبرا دولة النمسا، الذين ادوا رقصات على وقع معزوفات الفالز "عرائس البحر" و"زهرات الجنوب" وكذلك رقصات البولكا ذات النسق السريع "دون شجون" و"الى الصيد" الجمهور الحاضر. وفتن الجمهور التونسي والأجنبي بصوت "التينور" هروينغ بيكورانو الذي اهتزت له أركان المعلم التاريخي الروماني المهيب. واسرت "السوبرانو" مارسيلا سارلو بروحها المرحة وحضورها الركحي المتميز الجمهور الحاضر . وغير الأوركستر الاجواء عندما عزف موسيقى "بنت الشلبية" للفنانة اللبنانية فيروز ليحيل المسرح الى اجواء شرقية. وصفق الجمهور مطولا لمعزوفة "الدانوب الازرق الجميل" الاكثر شهرة في اعمال يوهان ستراوس والتي مثلت الفقرة الاهم التي اداها الاوركستر تحت قيادة "ايو تيمار"، قائد "اوركستر بالي اوبرا فيينا" منذ 1983 . وصرح السيد محمد الناصر، مؤسس المهرجان ووزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة المؤقتة ل(وات) "ان المهرجان في دورته 26 ، أو بالأحرى في دورته الأولى بعد الثورة، لا يتميز فقط بنوعية العروض الموسيقية وعدد الفنانين لكن أيضا بالحس الوطني الذي أبداه شباب الجم من خلال مشاركتهم في هذه السهرة بتنظيم"عيساوية" وهو مؤشر يبشر بالخير لتونس". وتميز حفل الافتتاح بحضور وزير المالية السيد جلول عياد (احد كبار المولعين بموسيقى الحجرة والمعروف بمؤلفه السمفوني "حنبعل برسا") وعدد من السفراء المعتمدين بتونس. علما وان موسيقى الحجرة هي نوع من الموسيقى الكلاسيكية تؤدى بواسطة عدد محدود من العازفين، وكانت تؤدى في حجرات داخل القصور وبدون قائد مايسترو، لذلك يحظى كل عازف بحرية فنية اكثر ولكن في اطار النص الموسيقي المكتوب. يذكر أن "أوركسترا بالي اوبرا فيينا" تقدم عرضا لها في تونس للمرة الثانية عشرة وبالخصوص في إطار مهرجان الجم والذي ينتظم ببادرة من وزارة الثقافة بالتعاون مع جمعية الصداقة التونسية النمساوية .