قطيع الخرفان الوطني كاف لتلبية الحاجيات من الأضاحي تونس الصباح: انطلقت الاستعدادات مبكرة لعيد الاضحى القادم وما يتطلبه من اضاح على اعتبار انه احد المواسم الدينية البارزة في تونس. و يمكن القول أنه منذ سنوات، وبعد فترة الجفاف التي عرفتها تونس فإن القطيع التونسي من الضأن قد استعاد عافيته ، ولبى الحاجيات الاستهلاكية اليومية من ناحية ، ثم اصبح قادرا ايضا على توفير ما يلزم من الاضاحي للعيد. فماهي أوجه الاستعدادات الجارية لهذا الموسم القريب؟ وماذا عن وضع القطيع التونسي؟ وماهو المنتظر حول الاسعار وتوفر الجاجيات من الخرفان؟ حالة القطيع وامكانياته المتوفرة لحد هذه الايام تفيد مصادر مطلعة من الوسط الفلاحي أنه ولئن لم تمض سوى بعض الاسابيع القليلة على شهر رمضان وما يعرف فيه من استهلاك مفرط للحم الضأن على وجه الخصوص ، فإن حالة القطيع تبدو سليمة، وكافية من حيث امكانيات تلبيتها لحاجيات عيد الاضحى. ويشار في هذا الشأن ان لقاءات مبكرة قد انطلقت بين ممثلين عن وزارة الفلاحة ووزارة التجارة والصناعات التقليدية، وقد تركزت هذه اللقاءات حول تقييم وضعية القطيع، ومتطلبات عيد الاضحى، الى جانب الدخول في عمليات احصاء لمعرفة الحاجيات الحقيقية من رؤوس الضأن المعدة لهذا الموسم على وجه الخصوص. فماذا عن حالة القطيع والامكانيات المتوفرة عبره من الاضاحي؟ وما يتوقع بخصوص الاسعار؟ وما هي انواع الاضاحى الاكثر توفرا لهذا الموسم؟ العوامل المناخية ساعدت على خصوبة المراعي ومن جانب آخر افادت مصادر فلاحية تتابع تطور القطيع التونسي من الضأن ان العوامل الطبيعية كانت مواتية جدا، حيث ساعدت الامطار الاخيرة على توفر الاعشاب داخل المراعي في كافة جهات البلاد. وقد نتج عن هذه الامطار استبشار في أوساط مربي الماشية بشكل عام على اعتبار تخفيف الضغط المسلط عليهم جراء مصاريف الاعلاف. كما أن توفر المراعي مثل عاملا هاما في نماء القطيع مما يسمح بتوفر نوعية هامة من الخرفان خلال عيد الاضحى القادم واعتدال لاسعارها. نوعية الخرفان والاسعار المنتظر تداولها في الاسواق وبناء على جملة العوامل الايجابية المتوفرة على مستوى المناخ والقطيع، ينتظر من ناحية ان تكون الاضاحي من نوع البركوس هي الاكثر تداولا وحضورا في السوق. كما ان الاوساط الفلاحية تقرر عدم اعتماد الخرفان من مواليد هذا الموسم على اعتبار ان اعمارها لن تتجاوز على اقصى تقدير ثلاثة اشهر، لكن مقابل هذا فإن الخرفان من اعمار سنة فما فوق ستكون متوفرة بشكل كاف. ويبدو ايضا أن العوامل المناخية المناسبة ستدفع الفلاحين على توفير العرض، مما سينعكس بشكل ايجابي على الاسعار. وعلى العموم فإن التقديرات في هذا الجانب تشير الى ان اسعار الاضاحي ستكون في مستوى السنة الفارطة او أقل. التصرف المحكم في الانتاج المتأتي من التعاضديات والدواوين الفلاحية وتمثل كميات الخرفان المنتجة عبر التعاضديات الفلاحية والدواوين التابعة للدولة، وحتى بعض كبار المربين في كل سنة بانتاجها الحيواني من الضأن عامل توازن للسوق خلال عيد الاضحى. ومن هذا المنطلق علمنا انه سيتم احكام التصرف في انتاج هذا العام وتوجيهه الى السوق بشكل أكثر دقة وذلك في عملية جادة لتطويق ارتفاع الاسعار والتحكم فيها. ويقدر العدد الجملي للاضاحي المنتظر استهلاكها خلال عيد الاضحى القادم بما يناهز المليون اضحية . وذلك من خلال جرد لعدد العائلات التونسية التي تتطور باطراد ، وتمارس هذا الواجب الديني في كل عيد.