يمكن القول انني كنت من اكثر المتفائلين فيما يخص القضاء على العنف الذي رافق مباريات فرقنا في السنوات الاخيرة، وخلت انه بالامكان التغلب عليه كما نجحنا في الحد من العديد من الظواهر السلبية الاخرى، ولكن كل اسبوع تتراجع ثقتي المفرطة في السيطرة على غول العنف الذي ضرب ملاعبنا ومثل نقطة سوداء قاتمة في وجه الكرة التونسية. للحديث عن اعمال الشغب التي رافقت مبارياتنا علينا ان نواصل الكتابة اياما دون انقطاع علنا ناتي عليها كلها. آلامنا تمتد من باجة الى هرقلة الى بنزرت الى ملعب المنزه فملعب رادس وخسائرنا لا يمكن حصرها ولكن تظل الارواح البشرية الاغلى بالنسبة الينا ولا نعلم في اية محطة ستتوقف. مشاهد الدمار التي تعقب بعض المواجهات الساخنة في بطولتنا تضعنا امام حتمية التحرك السريع للضرب على ايدي العابثين بمنشآتنا الرياضية وبحقنا في التمتع بمباريات رائقة بعيدة عن غول العنف وما يتبعه من حسرات. كنت من اكثر المتفائلين بتنقية اجواء ملاعبنا ولكن بعد اصابة زميلتنا حنان قيراط على يد احد مشجعي الترجي تاكدت ان تحقيق امنيتي لا يمكن ان يتم الا عبر المرور باحد هذه الخطوات كحرمان المشجعين المتورطين في احداث العنف من دخول الملاعب نهائيا، والقاء القبض على كل من تسبب في المصائب، وعلينا ان نعاقب جماهير الفرق التي تسببت في هذه الكوارث فقط لا ان نعاقب الكل، فمن حق الجماهير التي تطوق الى مشاهدة هادئة ان تواصل دعم فرقها.