جاء في بلاغ صادر عن وزارة الداخلية والتنمية المحلية أوردته وكالة تونس إفريقيا للأنباء أن" أجهزة الأمن تمكنت فجر أمس الثلاثاء من انقاذ الطفل منتصر بن رجب الذي كان تعرض لعملية اختطاف منذ أواخر شهر اكتوبر الماضي، كما تم القاء القبض على كافة افراد العصابة التي تورطت في عملية اختطاف هذا الطفل واحتجازه". وقد تفاعل الرأي العام منذ الإعلان عن خبر العثور على الطفل منتصر بن رجب(5 سنوات) مع هذه التطورات الإيجابية وتجمع المئات أمام منزل العائلة بحي الخضراء مثمنين المجهودات الكبيرة التي بذلتها المصالح الأمنية طيلة 48 يوما لكشف الحقيقة وإماطة اللثام حول هذه العملية الغريبة عن مجتمعنا.
كمين غاية في الدقة
وحسب المعطيات التي تحصلت عليها"الصباح" فإن المحققين تمكنوا في حدود الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس من القبض على أحد المشتبه به بمنطقة شعبية بالأحواز الغربية للعاصمة حيث كان يتردد على منزل أحد أقاربه والذي بالتحري معه اعترف مباشرة بمشاركته في عملية الاختطاف وحدد المكان الذي يحتجز به. بناء على هذه المعلومات نصب أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالتنسيق مع مختلف الوحدات الأمنية كمينا غاية في الدقة تحسبا لأية ردة فعل قد يقدم عليها الخاطفون تمكنوا إثره من القبض على بقية المتهمين كما عثروا على الطفل منتصر بحالة صحية جيدة.
مدرب من بين الموقوفين
وحسب ذات المصدر فإن كل أفراد العصابة نقلوا إلى مقر الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس حيث تواصلت معهم الابحاث الاولية كامل منتصف نهار أمس على ان تتواصل اليوم وفي قادم الأيام قبل إحالتهم على قاضي التحقيق بابتدائية تونس 1، وقد تبين أن من بين الموقوفين مدرب في رياضة الكينغ فو وعامل بناء وحدّاد ونادل بمطعم يقطن أحدهم بشوشة رادس وآخر بحي الخضراء وثالث كان يقطن بالأحواز الغربية للعاصمة ورابع ليس له عنوان قار. وينحدر المختطفون حسب ما توفر من معطيات من ولايات جندوبة ومدنين وبنزرت ويبدو أن أحدهم كان يعمل قبل عامين أو ثلاثة مع أحد أقارب الطفل وله سوابق مهنية معه دفعته إلى التخطيط لهذه العملية لابتزازه لذلك اتفق مع بقية المتهمين لاختطاف الطفل منتصر باستعمال سيارة من نوع رينو كلاسيك رمادية اللون تحمل لوحة منجمية لسيارة مسروقة من إحدى مدن الجنوب.
سيناريو عملية الاختطاف
وفي الساعات الأولى من صباح يوم 19 أكتوبر الفارط أي بعد يوم واحد من احتفال الطفل بعيد ميلاده الخامس رابط ثلاثة من بين المتهمين(ملثمون) على متن السيارة المذكورة قرب منزل عائلة منتصر وفي حدود الساعة السابعة و45 دقيقة هاجم أحدهم الأم بواسطة علبة غاز مشل للحركة بينما أنزل الثاني الطفل منتصر من السيارة وأركباه سيارتهم وفروا إلى وجهة غير معلومة قبل أن ينقلوه بطريقة ستكشف عنها الأبحاث إلى شقة بجهة رادس وبالتحديد بالطابق الرابع لبناية حيث احتجزوه طيلة هذه المدة مع الاتصال في مناسبتين بعائلة الطفل هاتفيا لابتزازها.
منتصر بين أحضان والدته
أما الطفل منتصر فقد نقل مباشرة إلى إحدى المؤسسات الصحية حيث احتفظ به لرعايته والإحاطة به نفسيا، وقد التقاه بعد منتصف نهار أمس والده فيما ظلت والدته تشاركه الإقامة بالغرفة، وهكذا لمّ شمل هذه العائلة بفضل الوقفة الحازمة لقوات الأمن وحنكتهم وحرفيتهم في التعامل مع مثل هذه القضايا.
