كان أكثر الناس سعادة على حافلة الميدان وقد اهتز فرحا عند اعلان الحكم عن نهاية المباراة بنتيجة لم يتوقعها احد ولم تخطر على بال حتى اكثر الناس تفاؤلا لكنه كان متشنج الأعصاب اثناء العودة الى حجرات الملابس واقتراب البعض من الاعلاميين به الى درجة امتنع في البداية عن الأدلاء بالتصريحات احتجاجا على تصرفات البعض ولاسيما الذين تهجموا عليه بعد لقاءي النجم الساحلي والنادي البنزرتي من اعلاميين واحباء وما ان زالت زائلة الانفعالات الاولى حتى عاد ليفتح صدره وليتحدث عن اللقاء فتوجهنا اليه بالأسئلة التالية: س: هل كنتم تنتظرون السيناريو السعيد الحاصل؟ ج: اود ان اضع الأمور في نصابها وأقول ان ما أقدمت عليه في البداية لا يعني كل الاعلاميين الذين يلتزمون جانب الموضوعية ولهم دراية تامة بمهنتهم المقدسة لكني مستاء من الدخلاء على الميدان الذين لا هم لهم الا تحطيم العزائم.. واقول اننا واجهنا فريقا قويا جدا وتطور بمرور السنوات والمقابلات الدولية ويزخر باللاعبين المتألقين الذين يحملون في جرابهم خبرة واسعة الا ان الإفراط في الثقة بالنفس والغرور بالنتائج العريضة التي سجلوها في الأدوار الماضية والتفكك الدفاعي الغريب سهل مأموريتنا وأفضى بنا الى تحقيق انتصار باهر كان بالإمكان أن يزداد ارتفاعا ولم نهدر العديد من الفرص السانحة للتسجيل وعلى اية حال فإن النتيجة هامة جدا ومطمئنة وتساعدنا على الاعداد للفصل الثاني براعة كبيرة وبجدية تامة لاعتلاء المنصة وجني ثمار جهود مضنية بذلناها منذ مدة طويلة س: وكيف -- بادخال تعديل جذري على وسط الميدان واقحام معاوية القادري في ظرف حساس جدا وهو الذي لم يشارك في المقابلات منذ مدة طويلة وهل تشاطرني الرأي بأنها مجازفة؟ ج: اولا مهنتنا تستدعي مناالمجازفة احيانا والإقدام على الأخطار المهنية ولو انه في قضية الحال لاتعتبر مجازفة لأن معاوية أظهر عزما كبيرا ورغبة شديدة في استعادة مكانه واشعرني بانه استعاد كامل مؤهلاته وانه الأكثر استعدادا في تربص الزهراء وفي الخرطوم ومن حسن حظي وحظه وحظ النادي الصفاقسي ان قدم مقابلة بطولية شأنه شأن بقية زملائه وساهم في حصانة وحركية المجموعة س: لماذا اعتمدت ثلاثة لاعبي ارتكاز وهل يعود ذلك للتخوف من المنافس؟ ج: ليس تخوفا وإنما درسناه جيدا واطلعنا على مقابلات عديدة في مناسبات عديدة واقتنعت انه من الحجم الثقيل ويضم لاعبين قادرين على قلب الاوضاع في اية لحظة رغم تفككه الدفاعي على غرار باولينو واداهو وفيصل عجب وهيثم طميل وغيرهم لذلك ليس لي من اختيار سوى تعبئة وسط الميدان وسط المنافذ امام المنافس وتشديد الرقابة على ابرز لاعبيه والحيلولة دون تصرفهم في الكرة والقيت بالنفطي امام القادري والبرقاوي والمرابط وحاول استغلال التفكك الدفاع للإكثار من الهجومات المعاكسة بناء على سرعة لولي ونجاعة بلاز فكان لنا ما أردناه ومن حسن حظنا ان مرت المحاولة الخطيرة الاولى بسلام وسددنا الضربة القاضية للمنافس في ظرف 5 دقائق فاختل توازنه وسهلت المأمورية فعدنا بانتصار نحن جديرون به س: هل حسم أمر اللقب بعد ام ان المنطق يفرض طي صفحة الشوط الأول؟ ج: وهو كذلك يجب ان نطوي صفحة الخرطوم ونستعد لصفحة جديدة مع اقناع اللاعبين بقيمة المنافس وبنسيان الانتصار والاعداد له من جديد وكأننا لم نلعب معه حتى نتحصل على اللعب الذي يبدو منطقيا في متناولنا لكن الكرة لا تعرف المنطق ولابد من قراءة الف حساب لكل كبيرة وصغيرة تجنبا لكل المفاجات؟