تحت شعار "الارهاب وجذوره الفكرية "تفتتح اليوم اشغال المؤتمر الدولي حول الارهاب الذي تستضيفه تونس والذي يعقد بمشاركة كل من المكتب السياسي للامم المتحدة والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسسكو الى جانب منظمة المؤتمر الاسلامي ويعد هذا المؤتمر الذي يشارك في افتتاحه الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون الكوري الجنوبي الاصل الاول من نوعه الذي يعقد في بلد مسلم يذكر انها الزيارة الاولى للمسؤول الاممي الى تونس منذ تعيينه في هذا المنصب وهي تاتي في اطار جولة مكوكية تستمر اثني عشر يوما بين امريكا اللاتينية والشرق الاوسط واوروبا #0236 ورغم التعتيم الاعلامي المثير حول هذا المؤتمر فانه يعد في نظر المنظمين خطوة اساسية باتجاه تفعيل استراتيجية الاممالمتحدة لمكافحة الارهاب التي تبنتها الجمعية العامة في سبتمبر 2006 وهو ياتي تمهيدا لاجتماع مرتقب في الجمعية العامة للامم المتحدة من المنتظر تنظيمه في الرابع من ديسمبر القادم لبحث كيفية تفعيل الدول المعنية والاممالمتحدة لاستراتيجية مكافحة الارهاب التي يقع مراجعتها كل سنتين والتي تقر برفض الارهاب في كل اشكاله ومظاهره ايا كان مصدره وايا كانت اهدافه ودوافعه كما تشمل هذه الاستراتيجية نحو خمسين اجراء من الاجراءات لمواجهة الاسباب التي يمكن ان تكون وراء انتشار الارهاب وتعزيز قدرات وامكانيات الدول وقدرات الاممالمتحدة لمكافحة الارهاب الى جانب ضمان حماية حقوق الانسان ودولة القانون كما تشير استراتيجية الاممالمتحدة الى عدم ربط الارهاب باي دين من الاديان ولا بايّة هوية او مجتمع او عرقية#0236 وتتعلق المحاور الاساسية الخمسة لمؤتمر تونس بمختلف القضايا المتعلقة بالارهاب بدءا بالعوامل الاساسية المساعدة على ظهور الارهاب والتصدي للصور النمطية مرورا بتعزيز لغة الحوار بين الاديان والثقافات والتحالف بين الحضارات ودورها في مكافحة التطرف والارهاب وصولا الى دور التعليم في الوقاية من الارهاب ودور المؤسسات والمنظمات الدولية للحد من التطرف والعنصرية والتعصب والارهاب وهي محاور لا تخلو من ابعاد امنية وثقافية ودينية وسياسية في ان واحد وهي وان كانت تعكس حقيقة وحجم التحديات التي تواجهها الحملة الدولية ضد الارهاب فان من شانها ايضا ان تؤكد ان ظاهرة الارهاب او افة القرن التي تهدد الامن والسلم في العالم اخطر واعقد من ان تخضع للعلاج الامني دون غيره ولعل في اهتمام المنظمين بالبحث في مختلف الاسباب التي يعتقد انها وراء امتداد مخاطر الارهاب ما يعكس قناعة واضحة بهذا الامر#0236 وسيكون هذا المؤتمر الذي دعا الرئيس زين العابدين بن علي الى انعقاده اول مؤتمر دولي تعقده الاممالمتحدة حول الارهاب بعد اقرارها اتفاقية مكافحة الارهاب سنة 2006 وذلك بمشاركة عدد من رؤساء المنظمات الدولية والاقليمية والبرلمانيين والسياسيين ورجال الدين والجامعيين وخبراء في مجال الارهاب وحقوق الانسان وممثلين عن منظمات المجتمع المدني من الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا وجنوب شرق اسيا وجميعها من المناطق التي تالمت شعوبها وان كان بدرجات متفاوتة من الارهاب والعنف وعانت اقتصادياتها من ويلات العمليات الارهابية بشكل او باخر#0236. ومن المنتظر حسب ما تسرب عن مؤتمر تونس الذي يستمر ثلاثة ايام ان يتركز الاهتمام حول سبل الحد من العوامل السلبية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعرقية التي يمكن للمجموعات الارهابية استغلالها بين المجتمعات لبث الافكار الخاطئة عن الاسلام. وتشير مصادر عن الاممالمتحدة الى ان انعقاد المؤتمر اساسه التفاهم على انه لا يمكن وصف اي دين او ثقافة بالعنف او بالحث على الارهاب وان المؤتمر حريص على اعتماد عبارة الاسباب المساعدة على انتشار الارهاب بدلا من جذور الارهاب#0236 وياتي المؤتمر بالتزامن مع استمرار اشغال اللجنة السادسة للجمعية العامة التي تناقش نص اتفاقية دولية شاملة لمكافحة الارهاب تشمل مفهوما شاملا لمعنى الارهاب وهو الامر الذي قد لا يكون من السهل التوصل اليه...