طفت إلى السطح مؤخرا عديد التحفظات لدى أعوان مطار المنستير، وارتبطت بمسألة التفويت في المطار لفائدة الشركة التركية "تاف". وشملت أساسا طريقة التفويت وظروف العمل والصيانة والزيادة في الأجور مع المطالبة بالحفاظ على مواطن عملهم الأصلي. وأفاد عدد من الأعوان المباشرين في مطار المنستير ل"الصباح" أن التمشي الذي على أساسه وقع التفويت غير واضح، وحتى العناصر المكونة للجنة غير محددة، الأمر الذي أعطى لشركة "تاف" أحقية المخالفة، ورغم أن أعوان مطار المنستير يعودون بالنظر إلى الطيران المدني والمطارات. فقد سجل تجاوز في الفصل 47 الخاص بالمساءلة المهنية التي من المفترض أن تصدر عن رئيس المصلحة غير أن الشركة التركية خالفت ذلك وسلطت عقوبات تعسفية. كما ألغت العمل بالفصل 137 الخاص بمنحة التنقل والفصل 66 الخاص بالإجازات المرضية وأهملت الفصول (من 106 الى 112) الخاصة بالساعات الإضافية. ويضيف مسؤول في النقابة الأساسية أن ال460 عونا الذين تم "التفويت" فيهم ل"تاف" وقع إجبار عدد منهم (حوالي 90 عونا) على الانتقال إلى مطار النفيضة وكل من رفض أمر النقلة تم توقيف أجره والسعي إلى تهميشه في العمل. كما أشار الى أن المطار يعرف نقصا في مستوى التموين وتجميدا لنشاط المستودع الخاص بالصيانة وتراجعا كبيرا في عدد المسافرين، وبعد أن كان يسهل مرور 5 آلاف مسافر تراجع الى الألف. ويوضح محدثنا أن مطلب العودة إلى ديوان الطيران المدني والمطارات يعتبر من المطالب الأساسية والمبدئية لأعوان مطار المنستير. ويحمل أعوان مطار المنستير ،ممثلي النقابة الأساسية وكاتب عام جامعة النقل والاتحاد التونسي للشغل، مسؤولية ضبابية وضعياتهم المهنية، وأعلنو أن هذه الاطراف لا تمثلونهم.
فحوى العقد..
وأوضح السيد محمد الشريف المدير العام لديوان الطيران المدني والمطارات أن العقدين الخاصين بكل من مطار النفيضة ومطار المنستير، ينصّان على الاستغلال لمدة 40 عاما انطلاقا من 2008. وتقول الاتفاقية: على المستلزم المحافظة على الأقل على الحقوق التي يتمتع بها أعوان ديوان الطيران المدني والمطارات، كما أنه مطالب على الإبقاء على عدد أدنى من المسافرين وهو مليون ونصف، للمحافظة على استمرارية العمل. ويضيف أن شركة "تاف" قدمت للأعوان الذين انتقلوا للعمل في مطار النفيضة امتياز التكفل بالنقل وأجر ساعة عمل إضافية وأخرى سيتم الانتفاع بها في شهر جويلية القادم. ويبدو وفقا لما قاله السيد محمد الشريف أن الشركة لا تنطوي تحت أي نظام فهي لا تتبع قانون الوظيفة العمومية كما ليس لها اتفاقية قطاعية وقد قدمت اتفاقية المؤسسة لوزارة الشؤون الاجتماعية ولم تتلق أي رد الى الآن... ويؤكد ،من جهته، مدير الإعلام والعلاقات العامة بالشركة السيد جلال شوشان أن نية اغلاق أو تهميش المطار غير واردة...وأن الصيانة موجودة وتقوم شركات عالمية بالإشراف عليها لضمان السلامة العامة،وأوضح ل "الصباح" بأنه منذ 1 جانفي 2008 والى موفى 2010 بلغت كلفة الصيانة والتجديد والتطوير في كافة أرجاء المطار 4 مليون دينار تونسي. كما رصدت مبلغ مليون وثلاثمائة الف دينار السنة الجارية خصصت للاستثمار لفائدة المطار. وفي ما يخص المطلب الرئيسي للأعوان أكد السيد جلال شوشان أن من حق العاملين في المطار رفض الانتقال للعمل في مطار النفيضة، كما أن المطالبين بالعودة الى مطار المنستير سيتم اعادتهم، مستدركا وحسب قوله أن عددا منهم قد تراجعوا كتابيا عن موقف مطالبتهم بالعودة... وفي سياق آخر أفاد مدير الاعلام والعلاقات العامة بشركة "تاف" أنه على اثر الدراسة الاقتصادية لمطار المنستير ثبت أنه في حاجة لنصف العملة فقط.. وحول امكانية مراجعة الاتفاقية أفاد مصدرنا أنه لم يرد على شركة "تاف" أي فرضية لقاء جديد مع الهياكل المختصة أن إمكانية تغيير في العقود الممضاة منذ 2008. فكيف سيتم التعامل مع ال 460 عونا الموضوعين على ذمة الشركة التركية "تاف" في هذه الظرفية الجديدة و؟ وهل ستغض "تاف" الطرف تحقيق المعادلة بين مطار المنستيروالنفيضة ؟ وهل سترد امكانية مراجعة الاتفاق المبرم سلفا بين الشركة التركية والدولة؟ أسئلة ربما ستحمل الأيام القادمة جوابا شافيا لها خاصة أن الاحتجاجات مازالت متواصلة في صفوف الأعوان.