آسيا العتروس بنيامين بن اليعزر وزيرالاستخبارات الاسرائيلي السابق يتمنى لو كان بامكانه مخاطبة الشعب المصري واستجدائه كي يمنح الرئيس مبارك فرصة اضافية والرئيس المصري بدوره لا يتردد في الكشف للصحفية الامريكية كريستين امانبور بانه تعب من السياسة وانه كان يامل في الانسحاب لولا انه يخشى على بلاده من الفوضى... والواقع ان الساعات القليلة القادمة وحدها ستكشف أي الامنيتين أقرب للتحقيق وأي الاصوات سيتبع الشعب المصري وهو الذي رفض حتى الان نصائح بن اليعزر وتمرد على تهديدات مبارك. والارجح ان امال الكثيرين ممن لا يترددون في تقليب مواقفهم في كل حين قد تخيب بعد ان اعلن الشعب المصري على الملأ انه لن يتراجع عن ثورته قبل تحقيق مطالبه وان كل الجيوش والجمال والخيل والاسلحة المستوردة من المصانع الامريكية لن ترهبه. منذ انطلاق اول بوادر انتفاضة الشعب المصري لم تتوقف الساحة السياسية والاعلامية في اسرائيل عن تحريك ابواقها الدعائية محذرة الغرب من صعود مفاجئ للاصوليين المتطرفين ومن تداعيات خطيرة في حال رحيل الرئيس المصري حليفها الاستراتيجي في المنطقة عن السلطة حتى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو لم يتردد في توبيخ البيت الابيض علنا ودعوته الى الانظباط بعد تاييده المطالب الديموقراطية للشعب المصري وقد تساءل ناتنياهو كيف يمكن للرئيس الامريكي ان ينادي بالديموقراطية في مصر... قد يحلو للبعض وفي الوقت الذي يعيش فيه جزء لا يستهان به من الشارع العربي على وقع انتفاضة شعبية وتحركات مستمرة ضد القمع والتسلط والفساد لم يسبق لها مثيل منذ الحركات التحررية ضد الاحتلال بداية النصف الاول من القرن الماضي التشدق بان الديموقراطية ليست للعرب مستكثرين على هذه الشعوب حلمها في التغيير السلمي وطموحها من اجل الحرية والكرامة والعدالة... ولاشك ان الخيار الوحيد والكفيل بسحب البساط امام هؤلاء والقطع مع هذه النظريات الاستباقية والعقليات المتحجرة التي لا هدف من ورائها سوى التأييس والاحباط ان تتحول ثمار الثورة الشعبية التي دفع التونسيون ثمنها غاليا الى حقيقة مترسخة وان تكون الديموقراطية غاية وليس وسيلة بما يمكن ان يجعل المرحلة القادمة نقطة تحول ومنعرج تاريخي في القطع مع نظام تأليه البشر واستعباد الشعوب والغاء حقهم في التفكير والاختيار وتقرير المصير بما يجعل شعار القانون يعلو ولا يعلى عليه واقعا ملموسا وليس مجرد شعاريردد لاستبلاه الراي العام. بل ولاشك ان تلك الفئة التي ترفض النظرالى المستقبل وتتمسك بتلابيب الماضي هي وحدها التي ترى في عبقرية «نيرون» عدوالشعب الذي احرق روما بعد ان اضطهد اهلها ثم وقف عاجزا عن التخلص من حياته بسبب خوفه من الموت منقذا لهم...وستدرك هذه الفئة ولكن ليس قبل فوات الاوان ان الثورة التي انطلقت من سيدي بوزيد قبل ان تتاجج في مختلف انحاء تونس الحالمة بمستقبل افضل ومنها الى دول اخرى لا يمكن ان تتراجع وذلك لسبب بسيط واذا كان واقع الدول العربية الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مختلف من بلد الى اخرفان القاسم المشترك بين الجميع يظل الظلم والقهر والاستبداد والفساد الذي قسم ظهر الجميع بما بات يجعل السؤال الاكثر الحاحا بين اروقة القصور العربية الى اين ستنتقل الانتفاضة القادمة ؟