لئن اتسم الوضع العام في البلاد منذ أيام بالاستقرار والعودة التدريجية إلى النشاط الطبيعي في كافة المجالات، فإن الدروس في الجامعة مازالت لحد يوم أمس متقطعة ولم تشهد نسقها العادي في العديد من المعاهد العليا والكليات. هذا الواقع الذي اتسمت به الحياة الجامعية لم تنفه مصادر من وزارة التعليم العالي في العديد من المؤسسات الجامعية، سواء بتونس العاصمة التابعة كجامعة المنار أو العديد من المعاهد العليا على غرار المعهد التحضيري بمنفلوري، وجامعة 9 أفريل وغيرها من المؤسسات. كما أن نفس الوضعية المشوبة بتقطع الدروس مازالت تخيم على جامعة الجنوب سواء بولاية صفاقس أو قابس أو قفصة، ونفس الوضع تعيشه فروع جامعة الشمال وخاصة في جندوبة التي مازال العديد من طلبتها متغيبون. هذا الأمر أكده من جانب أخر عديد الطلبة في جامعة الوسط سواء في القيروان أو سوسة والمنستير، حيث عبروا من خلال مكالمات هاتفية عن حيرتهم وتخوفهم من تعطل الدروس في مؤسسات عديدة أو تقطعها، وهو ما يخيف الجميع من عدم القدرة على تدارك ما فات من الدروس والبرامج خشية سنة بيضاء. ونفس الواقع عبرت عنه مصادر من الجامعيين والجامعة النقابية، حيث رؤوا أن الغيابات وتقطع الدروس الذي مازال يخيم على العديد من الفروع الجامعية يبقى غير مبرر، خاصة وأن الحياة الدراسية في الأساسي والثانوي والاعدادي قد عادت إلى نسقها العادي ولا شيء يبرر انقطاعها في الجامعة لحد الآن. كما أكد عديد الأساتذة الجامعيين الذين إلتقينا بهم في بهو جامعة المنار على أنه من المفروض على أن طول مدة تعطل الدروس يتطلب من الجميع من طلبة وجامعيين أن يدركوا أن هذه الفترة من السنة الجامعية تعتبر حساسة جدا ومن المفترض أن يكون فيها النشاط الجامعي ومتابعة الدروس في أوج نشاطه، خاصة بعد تعطل الدروس لمدة شهر بسبب الأحداث التي عرفتها البلاد، وضرورة مضاعفة الجهد من أجل تدارك ما فات من وقت وذلك للعمل على إنهاء البرامج من مواعيدها وأجراء امتحانات آخر السنة في ظروف عادية.
أسباب تواصل تقطع الدروس في الجامعة
" تعددت الأسباب والوضع واحد".. هذا ما أشار إليه الأستاذ محمد العبيدي حيث قال:" إن أسباب تعطل الدروس في العديد من الفروع الجامعية يعود في جانب منه إلى طرح قضايا ليس وقتها، حيث يعمد البعض من الزملاء الجامعيين إلى الحديث عن انتخابات عمداء الكليات ومديري المؤسسات الجامعية على اعتبار أن من يسيرها الآن محسوبين هن النظام القديم، وأعتقد أن هذه الظروف والمرحلة لا تسمح بتحمل وطرح هذه المسألة، خاصة وأنها تأتي في وقت لا بد من بذل الجهد لتدارك ما فات من البرامج". أما الطالب عاطف المثلوثي فيقول:" بعض الطلبة مازال متخوقا من الوضع العام في البلاد، لذلك فهم لا يأتون إلى الجامعة، ورغم أن هذا السبب يبقى نسبيا في صفوف الطلبة فعن التيارات السياسية من يمينها إلى يسارها قد خلقت جوا من الاحتقان داخل الجامعة، أدى إلى ميل الطلبة إما إلى متابعة ما يجري أو الانكفاء على أنفسهم، ومغادرة المؤسسة الجامعية. وتحدثت الطالبة لمياء المهيري لتقول: " إن العديد من الطالبات بتن يخشين الذهاب إلى الكليات والمعاهد نتيجة الفوضى الحاصلة سواء من الطلبة أو غياب الأساتذة، وهذا الواقع غير الواضح خلق جوا مشحونا في عديد المؤسسات الجامعية ولم يسمح بعد باستقرار الأجواء داخلها واعتفد أنه باب من الضروري أن تتضافر كل الجهود من أجل عودة الدروس، خاصة وأن العديد من الطلبة هم بصدد إجراء امتحانات أو على موعد معها خلال الأيام القريبة القادمة".