«الأسبوعي» التقت بعديد الضباط السابقين التابعين للجيش الوطني الذين اتهموا سابقا حسب قولهم بمحاولة الإنقلاب على الزعيم الحبيب بورقيبة سنة 1987 وبمحاولة انقلاب كذلك على الرئيس المخلوع سنة 1991. يقول عبد الفتاح الحسناوي ضابط سابق بصفوف الجيش الوطني: «في سنة 1987 كنت أعمل ضابطا بالجيش اختصاص سلاح مدرعات.. في تلك الفترة اتهمني بن علي رفقة مجموعة أخرى من الضباط بمحاولة الانقلاب على الرئيس الحبيب بورقيبة والحقيقة كانت عكس ذلك اذ أن الرئيس المخلوع هو من قام بانقلاب على الحبيب بورقيبة وجعلنا نحن الواجهة واتهمنا بتشكيل مجموعة أمنية بوزارة الدفاع تتكون من ضباط وضباط صف وتم ايقاف حوالي 300 عنصر من عناصر الجيش وطالت مدة ايقافنا سنة كاملة ثم تم تجميعنا بقاعة التشريعات بالسجن المركزي 9 أفريل وأرسل الينا الرئيس المخلوع مدير ادارة السجون وهو المتحدث باسمه الشخصي وأعلمنا بأن نبلغ الرأي العام أنه كان محتفظا بنا لدى الرئيس المخلوع وليس موقوفين وطلب منا أن ننشر ذلك بجريدة «الصباح» وفعلا طبقنا أوامره ونشرنا ما طلب ولكن بعد سنة تم ايقافنا ووجهت لنا اتهامات عدة أهمها التنظيم للقيام بانقلاب على النظام ونقلنا الى وزارة الداخلية أين تم استقبالنا داخل دهليز به غرفة مخصصة لتعذيب السجناء». ويضيف «داخل تلك الغرفة تعرضنا الى التعذيب المعنوي حيث هددنا الأعوان المكلفون بتعذيبنا بالإعتداء علينا بالفاحشة وباغتصاب زوجاتنا وبناتنا أمام أعيننا بالإضافة الى ذلك تعرضنا الى تعذيب جسدي حيث يتم شد وثاقنا في شكل «دجاجة مصلية» والاعتداء علينا بالضرب المبرح ثم نعلق كما تعلق الشاة المذبوحة ويغمسون رؤوسنا داخل «بانو» يحتوي على الفضلات البشرية و»البنج»... لقد تفننوا في تعذيبنا فقد كانوا يدخلون سلكا حديديا في الجهاز التناسلي للسجين ولا تتصوروا الألم الذي يشعر به وكل ذلك لكي يجبروه على الإمضاء على اعترافات دونوها هم بمحضر وهي اعترافات لا أساس لها من الصحة وباطلة». وذكر محدثنا: «لقد غادرت السجن وأنا مصاب بعدة أمراض منها داء الربو وداء السكري وضغط الدم». أما الهادي البلطي وهو أيضا ضابط سابق بالجيش فيقول: «اتهمت أنا وبعض الضباط بالتنظيم للقيام بانقلاب على الرئيس بن علي في سنة 1991 وتم ايقافنا أنا ومجموعة منهم ومررنا بمراحل تعذيب كبيرة تفنن جلادونا فيها فمن «الدجاجة المصلية « الى «البانو» الى عدة طرق أخرى بشعة «. وأكد الضابط عادل بن منصور أنه اتهم أيضا بالقيام بانقلاب على الرئيس المخلوع وهنا يقول:»ذقت مختلف ألوان التعذيب لا لشيء سوى لأننا كنا نؤدي فريضة الصلاة فاتهمنا بالانتماء الى حركة النهضة وكان ينظر الينا النظام السابق على أننا خطر على النظام فألبسنا جملة من التهم وفصلنا عن عملنا». وختم قوله بأن طلبه الوحيد هو وزملائه محاكمة كل المتسببين في تعذيبهم في السجون».