يواجه منتخبنا الوطني للاعبين المحليين اليوم الثلاثاء نظيره الجزائري في إطار الدور نصف النهائي ل«الشان» بملعب الخرطوم في «دربي» شمال إفريقيا الذي صنفه البعض على أنه نهائي قبل الآوان. نسور قرطاج حلقوا عاليا على إمتداد منافسات هذه الدورة وقدموا مردودا رائعا سمته الأولى العطاء دون حدود والروح الإنتصارية العالية التي طالما إفتقدها. وقد شاهدنا لاعبينا يصولون ويجولون في ملاعب السودان غير عابئين لا بالظروف ولا بأسماء المنافسين... فالذوادي، المساكني، القصداوي، البلبولي، والبقية كلها أسماء نقشت ملحمة رائعة في قلب إفريقيا وهي عاقدة العزم على مواصلة المشوار وسبر الأغوار بنفس الثبات بفضل ما لديهم من خبرة ومخزون كروي فجروه من مباراة إلى أخرى وعطاء غزير تصاعدت وتيرته من دور إلى آخر، واليوم لن ترضى النسور بغير العبور إلى النهائي وليس ذلك بعزيز علينا بالنظر إلى توفر جميع العوامل التي من شأنها أن تجعل كتيبة سامي الطرابلسي تكون على موعد مع النهائي يوم 25 فيفري الجاري. منافسنا الجزائري خبرناه وخبرنا بحكم العلاقات الكروية القريبة فيكفي أن نذكر في هذا السياق أن مدرب ثعالب الصحراء عبد الحق بن شيخة درب النادي الإفريقي لموسمين وفاز معه بلقب البطولة ويعرف هذا المدرب جيدا الكرة التونسية وهو ما من شأنه أن يسهل عليه دراسة منتخبنا خاصة الحصار المرتقب أن يضربه بن شيخة على زهير الذوادي الذي يساهم بقسط وفير في عمليات التنشيط الهجومي لمنتخبنا لكن لأن للميدان حقيقته ولأقدام اللاعبين كلمتها بعيدا عن لغة الأرقام فربما ستذهب حسابات بن شيخة ودهاء ثعالبه أدراج الرياح التي نريدها أن تحمل نسورنا إلى النهائي الإفريقي والفوز باللقب لأن الفرصة متاحة. علما وان اللقاء سيديره الحكم الموريسي شيشرون. في عنوان آخر وفي نصف النهائي الثاني تواجه السودان (مستضيفة البطولة) منتخب أنغولا من أجل حجز البطاقة الثانية للنهائي. السودانيون يدركون أنهم أنجزوا الكثير ولم يبق إلا اليسير لتحقيق حلمهم وباتوا أكثر إصرارا على إحراز اللقب،لكن يبقى أن نقول أن صقور الجديان عرفوا عدة صعوبات للوصول إلى هذا الدور وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الإنسحاب لولا ضربات الحظ التي أزاحت منافسهم النيجري الذي يعتبر متواضعا مقارنة ببقية المنتخبات. أما أنغولا الطرف الثاني في هذه المواجهة فقد قدم لاعبوها مستوى محترما ويكفي أنهم صمدوا أمام أسود الكاميرون قبل أن يطيحوا بهم بضربات الجزاء،وهوما من شأنه أن يدعم ثقتهم في إمكانياتهم حتى وإن كان منافسهم يلعب على أرضه وبدعم جماهيره الكبيرة التي ستكون عاملا مؤثرا على نتيجة المباراة. كيف ترشحوا؟ وصول نسور قرطاج إلى هذا الدور مر عبر تصدره للمجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط وأفضل خط هجوم ب7 أهداف بعد أن أزاح الكونغو الديمقراطية حاملة اللقب في ربع النهائي،أما الجزائر فقد أنهت الدور الأول في المرتبة الثانية خلف السودان ب5 نقاط بفوز وحيد وتعادلين ثم وفي الدور الثاني أطاحت الجزائر بجنوب إفريقيا بثنائية لتجد نفسها في مواجهة منتخبنا لحساب نصف النهائي. السودان بدورها تصدرت مجموعتها بفوزين وتعادل لتفوز بركلات الترجيح على النيجر في ربع النهائي في حين وصلت أنغولا إلى هذا الدور برصيد 5 نقاط خلال الدور الأول وفوز بضربات الجزاء على الكاميرون وضعها في مواجهة السودان في نصف النهائي.