رغم تمثيليتهم الجغرافية لمختلف ولايات الوطن آثر معظم المشاركين من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل التدخل في الحوار المفتوح المنتظم أمس مع الطيب البكوش وزير التربية الخوض في قضيتهم الجوهرية من منطلق عام بعيدا عن التعاطي الجهوي والطرح الشخصي على اعتبار أنّ بطالتهم شأن وطني يهم 150ألف حامل لشهادة عليا معطلين عن العمل منذ 10و14سنة يتقاسمون همّا واحدا أساسه حيرة وترقب مريرين لحقهم المهضوم في موطن شغل لم يأت بعد وكلهم أمل في رفع كابوس الضيم عنهم غداة ثورة الكرامة والحرية وهي قيم لا تكتمل إلا بالحق في العمل .. الحوار كان حرا وتلقائيا في طرح مختلف الملاحظات والانطباعات من طرف المتداولين على الكلمة لدى مواكبتنا لجانب هام من الجلسة الحوارية التي ينتظر منها الحضور أن تكون جلسة حلول عملية وجذرية لمشكلة البطالة وليس مجرد إصغاء لمعاناتهم وتفريغ همومهم على خلفية أن ما يريده الجميع هو الشغل وليس الوعود. ولدى تقديم تصوراتهم لآليات التشغيل والانتداب دعا المتدخلون إلى اعتماد معيار الأقدمية في التخرج إلى جانب عامل السن واعتبارهما مقاييس ذات أولوية عند الانتداب وتكررت الدعوات لإلغاء الكاباس والقضاء على المظالم التي تسببت فيها ولا سيما ما وصفه البعض" ببورصة الرشاوي " ومنع المحاباة والتدخلات مع المطالبة بتطهير الوزارة من المتورطين في هذه العمليات .ولدعم الانتدابات تم اقتراح العمل بنظام التقاعد المبكر لتوفير فرص الانتداب أمام الشبان في مجال التعليم. وتكليف لجان مستقلة لمراقبة الانتدابات,وبخصوص القطاع الخاص طالب البعض بالتخلص من الشرط التعجيزي المتمثل في اشتراط خبرة أو تجربة معينة على المترشحين للمناظرات والحال أنهم عاطلون عن العمل .و تعددت ملاحظات التنديد بالتجاوزات المسجلة عند العمل بعقود التربص للإعداد للحياة المهنية وابتزاز أصحاب الشهائد العاملين بالمؤسسات الخاصة بعرض رواتب متواضعة وصفها البعض بالمستفزة . واستهدفت مؤاخذات جانب آخر من المشاركين بنك التضامن وآلياته المتعلقة باستخلاص القروض مقترحين حذف العمل بشرط التمويل الذاتي الذي لا يقدر عليه عموم العاطلين الراغبين في بعث مشروع.كما استنكر جموع الحاضرين منحة العمل التطوعي مقترحين الانتداب المباشر للشبان وطالبوا عضو الحكومة المؤقتة بتحديد أجندا زمني لتشغيلهم بدل الوعود المفتوحة وتركيز الجهود على احداث مشاريع تنموية بالجهات الداخلية توفر فرص عمل لأبنائها . وتساءلت إحدى المتدخلات عن أفاق أو مآل شهادة الأستاذية في التصرف الاقتصادي والاجتماعي المرفوضة عند فتح المناظرات . وكان الحوار مناسبة استنكر خلالها الحاضرون استياءهم واستنكارهم للتعتيم الإعلامي المسلط على قضايا أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل وكذلك على المجتمع المدني الذي امتطى قطار الثورة رغم أنه لم يخض غمارها حسب تصريحات البعض. معايير جديدة للكاباس لدى افتتاحه الجلسة الحوارية أشار وزير التربية الطيب البكوش إلى أنّ مشاوراته الطويلة والمتعددة مع عديد الأطراف مكنت من التوقف عند جملة من المقترحات والتصورات لمراجعة آليات الانتداب منها إلغاء الكاباس واعتماد جملة من المعايير في الانتداب منها الأقدمية في التخرج ولاحظ الوزير أنه في حال اعتماد هذا التوجه فإن هناك من سينتظر 50سنةليصل دوره وهذا طبعا غير معقول رغم إقراره بأنّ الأقدمية تبقى مقياسا وجيها . من المقترحات أيضا ما يتعلق بمراعاة عامل التقدم في السن كذلك الوضع العائلي ونوع الشهادة أو الاختصاص ومع التزامه بأن يتم التحري في مختلف المقترحات مع بقية الأطراف ومنها أساسا النقابات وعد الوزير بأن يقوم الانتداب مستقبلا على العدل والشفافية وتعهد بعمل وزارة التربية على تغيير القوانين المنظمة للكاباس وغيرها من خلال صياغة نص قانوني جديد سيعرض على الحكومة وعلى المحكمة الإدارية. وبخصوص مناظرة كاباس 2011التي صدر قانونها وبدأ تنفيذه قال الوزير إنه سيتم احترامه واستكمال مراحل المناظرة في مقابل ذلك تم تأجيل المناظرة المتعلقة بالابتدائي والمطالبة بإلغاء القانون المنظم لها وإصدار قانون جديد ترتكز مقاييسه على الشفافية. وبالنسبة للقيمين والفنيين والعملة تم إلغاء المناظرة بالامتحان وتصبح بالملفات ومراعاة مقاييس الشفافية. وأعرب الطيب البكوش عن الاستعداد لمضاعفة عددالانتدابات العائدة لوزارة التربية سنة 2011 إلى حدود 4ألاف انتداب وتخصيص اعتمادات إضافية لذاك وايجاد آليات لتشغيل لاحقا نحو 20ألف منتدب بالتخفيض من عدد ساعات العمل المعتمدة حاليا والتخلي عن صيغ العمل بأكثر من فوج في القاعة الواحدة ... لكن مشكلة تشغيلية 150ألف عاطل من أصحاب الشهادات العليا لن تفضها وزارة التربية بمفردها بل يجري تناولها في إطار أوسع مع عديد الوزارات تكريسا لحق الجميع في الشغل.