يتواصل بعديد المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بالعاصمة رفض التلاميذ لمتابعة الدروس وحرصهم على إثارة الفوضى, مما حرم شق كبير من التلاميذ من متابعة دروسهم رغم طلباتهم الملحة لذلك. ومما جعل حالة الحيرة والقلق التي يتلظى تحت وطأتها الأولياء في ازدياد, بينما أطلق عديد الأساتذة الذين إلتقيناهم صيحة فزع وأكدوا أن استمرار هذه الحالة سيفضي إلى "سنة بيضاء" يدفع فاتورتها أولياء وتلاميذ أبرياء من كل محاولات بث الفوضى التي تقف وراءها أيادي تظل مجهولة. وتعمل مجموعات من التلاميذ على التحريض على مقاطعة الدروس وتنظيم المسيرات في الشوارع حتى يتم تحقيق مطلب إسقاط الحكومة المؤقتة, وهوما لا يمكن اعتباره مبررا كافيا لمغادرة مقاعد الدراسة خاصة بالنسبة للأقسام النهائية التي تنتظرها مناظرة وطنية ويجدر بها تدارك ما فاتها من دروس. والى جانب المطالب السياسية, تطالب التلاميذ المحتجة بمراجعة رزنامة إجراء الامتحانات والتخفيف من البرامج... وهي مطالب قال مصدر من وزارة التربية انه" بالإمكان مراجعتها والنظر فيها بالتوازي مع مواصلة التلاميذ دروسهم وتدارك ما يمكن تداركه, وهي مسؤولية وطنية على كل الأولياء والأساتذة والتلاميذ تحمّلها." واستنكر مصدرنا تعمد بعض التلاميذ بث الفوضى والبلبلة ومنع زملائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة. وحمّلت السيدة سيرين حرزي (وليّة لتلميذ بالبكالوريا) مسؤولية حرمان ابنها من الدراسة للإطار التربوي بالمعهد, وفسرت " دعوت بمعية بعض الأولياء الأساتذة إلى إلقاء الدروس ولوبحضور عدد ضئيل من التلاميذ, كخطوة قد تثني البقية عن عزمهم على مواصلة التغيب, ويلتحقون بالتالي بمقاعد الدراسة, ولكن..دون جدوى" ولئن اتهمت محدثتنا بعض الأساتذة بالتواطؤ مع التلاميذ المتغيبين, فان السيد عمر القاسمي (أستاذ رياضيات) قد أكد معارضة جل الأساتذة لتغيب التلاميذ غير المبرر عن مقاعد الدراسة, وقال"حاولت مرارا وبشتى الطرق دعوة التلاميذ إلى الالتحاق بالفصل ولكن دون جدوى." وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول مصير السنة الدراسية التي تكاد تنتهي, بينما تظل صفحات كراسات التلاميذ فارغة إلا من شعارات نسخت دون تفكير في فاتورتها الباهظة.