تنفيذا للاتفاق الذي تم مؤخرا بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية والمتعلق بتأمين دروس تدارك خلال عطلة الربيع بصفة مجانية للتلاميذ الراغبين في ذلك فتحت المعاهد الثانوية أبوابها خلال العطلة.. لكن الملفت للانتباه في العديد منها هو غياب الأساتذة والتلاميذ.. وبالاستفسار عن أسباب عدم تأمين هذه الدروس في العديد من المعاهد الثانوية استفدنا أن هذه الدروس هي تطوعية واختار الأساتذة تقديمها بصفة مجانية ودون تقاضي أي مقابل لا من التلاميذ ولا من الوزارة.. ونظرا لصبغتها التطوعية.. فإن الإدارة والتلاميذ و الأولياء لا يمكنهم مطالبة المربين بهذه الدروس.. وعلمنا أن المعاهد ستبقى مفتوحة طيلة العطلة ويمكن للأستاذة والتلاميذ الالتحاق بها متى أرادوا ذلك.. ويتمثل الهدف من تلك الدروس في تدارك ما فات التلاميذ من تحصيل خلال الثلاثي الثاني بسبب تكرر الغيابات وإضرابات الأساتذة عن التعليم.. وذكرت مصادرنا بوزارة التربية أن الكثير من الأساتذة التحقوا بالمعاهد لتقديم دروس التدارك خاصة في الجهات التي سجلت فيها أيام الثورة غيابات كثيرة.. واستقبلت عديد المعاهد خاصة في سيدي بوزيد والقصرين وجندوبة وباجة وصفاقس منذ يوم الاثنين تلاميذها وللغرض فإن إدارات المؤسسات التربوية مجندة لتنظيم دروس التدارك وتسييرها وتوفير أفضل الظروف لذلك. وكان الإقبال على تأمين تلك الدروس ملحوظا بصفة أكبر لدى أساتذة السنوات النهائية وخاصة أساتذة البكالوريا. ويرغب هؤلاء في إتمام البرامج الدراسية في المواعيد المحددة وفي أريحية تفاديا للضغوطات التي يمكن أن يتعرض لها المترشحون للامتحان بسبب تراكم الواجبات المدرسية نهاية السنة الدراسية. وتساعد دروس الدعم خلال العطلة إضافة إلى إجراء حذف بعض المحاور من برامج البكالوريا على تحقيق هذه الأريحية التي ينشدها المربون والتلاميذ على حد سواء. وكان إجراء حذف بعض المحاور من برامج البكالوريا قد لقي استحسان التلاميذ والأساتذة.. لكنه أثار مخاوف بعض المهتمين بالشأن التربوي من تأثيره على مستوى امتحان البكالوريا خلال هذا الموسم، وهو ما نفته مصادر وزارة الإشراف معتبرة أن عملية الحذف لم تكن بكيفية اعتباطية بل أشرف عليها خبراء في المجال وهم يضمنون عدم تأثير هذه العلمية على قيمة الامتحان.