علياء بن نحيلة ان كان احتراز الشعب التونسي على تواصل صدور صحيفتي «الحرية» و»الرونوفو» الناطقتين بلسان التجمع منطقيا ومفهوما فانه لا يجب أن يحجب حقيقة انه سيؤدي إلى تجويع قرابة 400 عائلة كانت تقتات من العمل في مؤسسة «دار العمل» ومن بينهم عدد من الصحفيين المرسمين والمتعاقدين الذين يعتصمون منذ يوم 18 فيفري بمقر نقابة الصحفيين التونسيين في ظروف سيئة جدا وقد انقطعت بهم السبل ودخلوا في طريق مظلم ومسدود بعد ان توقفت أقلامهم وتعطلت جريدتيهم عن الصدور منذ يوم 14 جانفي وبالتالي توقفت رواتبهم. هؤلاء يرابطون بمقر النقابة في اعتصام مفتوح حتى تحقيق مطالبهم التي تتجاوز تسوية الوضعيات الهشة إلى استئناف العمل الإعلامي كزملائهم في مؤسسات أخرى وهذا من حقهم إذ لا أحد يمكنه أن يشك في قدرة صحفي دار العمل وكفاءاتهم والدور الذي يمكن ان يلعبوه في اتجاه تحسين أوضاع بعضهم البعض وتحرير جريدتيهم من براثن التجمع والنهوض بهما بوضع أقلامهم الجريئة وما يتمتعون به من حرفية تحت تصرف ثورة الاحرا ر التي شملتهم وحررتهم كغيرهم ليس في ذلك أدنى شك. كما لا يجب ان ننسى أن عددا كبيرا من بينهم عانوا من الإقصاء والتهميش... وان الدولة اوالحكومة المؤقتة تتحمل تجاههم مسؤولية قانونية لأنها اتخذت قرار التجميد وإيقاف الجريدتين وهي تعرف ان ذلك سيضر مئات العائلات التي تشتغل في مؤسسة «دار العمل» لا الصحفيين فقط. لذا فالحكومة وان أصابت في اتخاذ القرار فهي مطالبة بتسوية وضعيات الصحفيين العرضيين والمتعاقدين بجريدتي الحرية والرونوفو بترسيمهم قبل البت في مصير المؤسسة وهذا حق مشروع علما بان الزملاء يفضلون تأميم «دار العمل» وضمان استمرارية العمل لكل العاملين بالمؤسسة أما في صورة تعذر تطبيق هذا الإجراء فيطالبون بإلحاق الصحفيين بمختلف المؤسسات الإعلامية العمومية مع ضمان جميع الحقوق القانونية والمادية والمعنوية كما يعتبرون بان أي حل جزئي أو مرحلي لا يخدم مصلحتهم لا آنيا ولا آجلا. ان اعتصام زملاءنا اليوم في النقابة الوطنية للصحفيين وعددهم 35 يعملون بنظام المقال و45 مترسما هو في الحقيقة نداء استغاثة يتجاوز إمكانيات النقابة التي تبنتهم ولكنها تريد إيجاد الحل لكل من يعانون من نفس المشكل ولهم وضعيات مهنية هشة من الزملاء في كل وسائل الإعلام ومن بينهم كذلك صحفيو جريدة الطريق الجديد مثلا. بل إن نداء الاستغاثة هذا الصادر عن أناس كممت أفواههم ومنعوا من حرية التعبير ومن الاستفادة مما أهدته الثورة للجميع وهو ما كانوا يتمنونه عندما كانوا كغيرهم مغلوبين على أمرهم دفعتهم الحاجة وانسداد الأفق إلى القبول بالأمر الواقع من اجل إعالة عائلاتهم وشراء الحليب لأبنائهم من مشمولات الدولة التي يجب ان تصرف لهم رواتبهم وان تأذن بإعادة فتح جريدتيهم يعيدون هيكلتها ويختارون لها خطا تحريريا جديدا يتماشى ومصلحة تونس ومبادئ ثورتها المجيدة.