تتواصل رحلات الهجرة السرية من شواطئ منطقة جرجيس وجربة...وأسبوعيا تستقبل جزيرة لامبدوزا الايطالية المئات منهم... ربما كان آخرها الرحلة التي انطلقت يوم السبت الماضي...ووصل ركابها بنجاح ولمزيد الاطلاع عن مكامن رحلة احلام الشباب التونسي التقت الصباح بمنسق عمليات "الحرقة" وكان لها اللقاء التالي.. وبعيدا عن الصور والأسماء اختار "الآص" وهو اسم الشهرة أن يكون حديثنا...فالسرية هي العملة الأهم بالنسبة له... أما بالنسبة لرحلة الحرقة فقد قال: " الثقة هي أساس المعاملات في نقاط الرحيل, يتم جمع "الحراقة" لمدة يوم أو يومين حسب الوضع..وبعد ركوب "البالنصي" يجمع المنسق ثمن "الحرقة"...وتنطلق السفرة التي تدوم تقريبا نصف يوم أخر الليل أو في الساعات الأولى للصباح." يتباطؤ في الحديث, وينفث دخان سيجارته يضيق من فتحة عينيه ويضيف.." نسبة هامة من مجموع الرحلات التي نظمتها الى لمبادوزا كللت بالنجاح وآخرها كانت يوم السبت الماضي... و"اسأل عليا"..فأنا الوحيد الذي يضمن للنساء والأطفال الوصول إلى البر وبأمان..." فوفقا لنظام رحلات "الحرقة" يقوم ركاب "البالانصي" بالسباحة على بعد حوالي 500م قبل شاطئ ايطاليا, وبالنسبة للنساء والأطفال فبالتنسيق مع الجهات التي يتعامل معها النسق يشرف على إيصالهم إلى البر مع العلم أن "الحرقة" تضم مابين 50 و200 فرد, نظرا أن "خرجها" يرتبط بتغطية ثمن "البالنصي" الذي يتم التخلي عنه في نهاية الرحلة في عرض البحر أو على الشاطئ الايطالي. التمتع بالحضانة من بين الذين وصلوا السبت الماضي الى الحدود الايطالية زوجة الطبيب فوزي سما الألمانية الجنسية وابنتها. وقد أشار فوزي سما في حديثه ل"الصباح" أن زوجته قامت باختطاف ابنته وترحيلها بهذه الطريقة لأن الحضانة كانت من حقه وفقا لآخر حكم لمحكمة الأسرة في أوت 2010. وقد بدت نية الاختطاف بادية عند زوجته من سبتمبر الماضي حيث أخذت الطفلة وغادرت مدينة قابس دون علم الأب ورغم سعي فوزي سما الى اصدار 4 برقيات تفتيش فلم يساعده ذلك في استرجاع ابنته. وعن طريق الصدفة اكتشف من القنوات التلفزية الألمانية أن ابنته وصلت ضمن "حرقة" يوم السبت المنقضي الى ايطاليا ومن بعدها الى ألمانيا...واليوم تقوم أمها بمحاولات تشويه لصورة الأب والوضع الذي كانت تعيشه في تونس للحفاظ على الطفلة وضمان مساندة القانون الألماني لها وعدم تسجيل أي تجاوز في حقها.